واشنطن - أ ف ب - استهل جو بايدن نائب الرئيس الاميركي أمس، جولة صغيرة في اوروبا الشرقية، حيث لم تتقبل بعض الدول الحليفة لواشنطن جيداً قرار الاخيرة التخلي عن مشروع نشر درع صاروخية سعت اليه ادارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش. ورفض مسؤولون ربط جولة بايدن التي تشمل بولندا ورومانيا وتشيخيا بمحاولته تهدئة القلق الذي ابدته وارسو وبراغ في شأن «مخاطرة واشنطن تجاه موسكو من خلال الموافقة على الخطة السابقة». وفي 17 ايلول (سبتمبر) الماضي، اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما «مقاربة جديدة» للمشروع الدفاعي المضاد للصواريخ في اوروبا، بعدما اعادت ادارته تقويم الاخطار التي تطرحها الصواريخ البالستية الايرانية. وصرح توني بلينكن، مستشار بايدن لشؤون الامن القومي، بانه «كلما استمع حلفاؤنا الى مقترحاتنا وناقشوها، كلما ازداد تأييدهم لها». وقال خلال مؤتمر عبر الدائرة المغلقة: «من المؤسف ان بعض العناوين اشارت في البدء عن تخلي الولاياتالمتحدة عن الدفاع المضاد للصواريخ في اوروبا». وشدد على ان «الامر هو العكس تماماً، فالمقاربة التي نعتمدها تهدف الى تعزيز الدفاع الصاروخي في اوروبا». ويهدف النظام الدفاعي الجديد الى اعتراض الصواريخ القصيرة والقريبة المدى وليس البعيدة المدى، وهو تعديل من شأنه بحسب واشنطن التصدي الى الخطر الاقرب الذي تشكله ايران. وأعلن مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) الاسبوع الماضي ان واشنطن ستنشر صواريخ «باتريوت» في بولندا العام 2010، وانها اقترحت على وارسو نشر صواريخ من طراز «اس ام - 3» مخصصة للنظام الدفاعي الجديد. تزامن ذلك مع تأكيد الكسندر فيرشبو، مساعد وزير الدفاع الاميركي خلال زيارة لجورجيا، ان الولاياتالمتحدة تجري مشاورات فقط مع دول اعضاء في الحلف الاطلسي (الناتو)، و»لا نفكر في نشر عناصر من المشروع الدفاعي الجديد في جورجيا او اراضي دول ليست في الحلف». وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ابدى مطلع الشهر الجاري قلقه من المشروع الجديد للنظام الصاروخي الاميركي, بعدما نقلت وسائل اعلام اميركية عن فيرشبو قوله ان «بلاده يمكن ان تفكر في نشر النظام في اوكرانيا». وقال فيرشبو ان «واشنطن تجري محادثات مع موسكو حول اي مساهمات يمكن ان تقوم بها في شأن الدفاع الصاروخي، لكنها لا تزال في مرحلة مبكرة جداَ». وشهدت العلاقات بين موسكووواشنطن توترا بعد الحرب بين روسيا وجورجيا حليفة الولاياتالمتحدة في آب (اغسطس) 2008, واعتراف روسيا باستقلال ابخازيا واوسيتيا الجنوبية الاقليمين المنشقين عن جورجيا. وناقش فيرشبو مع المسؤولين الجورجيين تطبيق اتفاق شراكة استراتيجية جرى توقيعه بين واشنطن وتبيليسي في كانون الثاني (يناير) الماضي، موضحاً ان المحادثات تناولت تحسين القدرات الدفاعية لجورجيا، ورفع مستواها العسكري ليقترب من معايير الحلف الاطلسي، اضافة الى مشاركة جورجيا في قوات الحلف الاطلسي بافغانستان. واتهمت روسياالولاياتالمتحدة مرات بتزويد جورجيا ااسلاح, لكن فيرشو اكد ان التعاون العسكري يركز على التخطيط الاستراتيجي، وتدريب القوات الجورجية. ولدى سؤاله حول بيع اسلحة، اجاب فيرشو: «لن نتخذ خطوات يمكن ان تؤدي الى نتائج عكسية لاهدافنا المشتركة، وهي بسط السلام والاستقرار في المنطقة». وسعت الحكومة الجورجية المؤيدة للغرب الى الانضمام الى الحلف الاطلسي، مما اغضب روسيا التي ترتاب من اي تعاون عسكري بين جورجيا والدول الغربية.