أعلن تنظيم يساري متطرف أمس، مسؤوليته عن هجوم نفذته انتحارية في مركز للشرطة السياحية في اسطنبول، أدى إلى مقتل شرطي وجرح آخر. وكان حاكم اسطنبول واصب شاهين ذكر أن المرأة التي كانت تتحدث باللغة الإنكليزية، دخلت المركز في حي السلطان أحمد في المدينة، أبرز المعالم السياحية في تركيا، «بحجة أنها أضاعت حقيبتها»، قبل أن تُفجِّر نفسها. وأعلنت «جبهة حزب التحرير الشعبي الثوري» المحظور على موقع إلكتروني، أن منفذة الهجوم أليف سلطان كالسان «ضحّت بنفسها من أجل محاسبة» حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، بعدما قررت لجنة برلمانية الامتناع عن محاكمة أربعة من وزرائه السابقين المتهمين بالفساد. وأضافت: «إنها الدولة الفاشية ذاتها التي قتلت بركين ألوان، وتحمي الوزراء اللصوص». وأشارت إلى أنها شنّت الهجوم «لأن الوزراء الأربعة السابقين، السارقين، أفلتوا من القضاء، ولأنه لا يُفعل شيء لإحقاق العدالة من أجل بركين». وتعهدت «متابعة المقاومة والقتال والهجوم»، وزادت: «سنحمل الأسلحة ونهاجم». ويشير التنظيم بذلك إلى بركين ألوان (15 سنة) الذي توفي في آذار (مارس) الماضي، بعدما بقي في غيبوبة 269 يوماً، إثر إصابته في رأسه خلال قمع الشرطة حركة احتجاج مناهضة للحكومة عام 2013. لكن أجهزة الأمن التركية وعائلة أليف سلطان كالسان، نفت أن تكون جثة الانتحارية، هي أليف. وكان الأمن التركي يتوقع هجوماً تشنّه الجبهة، منذ اعتقال عضو فيها حاول تفجير بوابة مكتب رئيس الوزراء في اسطنبول الأسبوع الماضي. وهناك علامات استفهام كثيرة حول التنظيم، وهو تنظيم ماركسي محظور في تركيا، قيل إنه حلّ نفسه قبل سنوات، ثم عاد فجأه. وتارة يُنفّذ عمليات قوية، مثل تفجير انتحاري استهدف السفارة الأميركية في أنقرة عام 2013، وتارة يُظهِر ضعفاً شديداً ويضرب من دون هدف، مثل الهجومين الأخيرين، علماً أن الشرطة تعجز عن ملاحقته. وعلّق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الهجوم متسائلاً: «هل تنفيذ أمر مشابه في (حي) السلطان أحمد، أحد أهم المواقع السياحية، كان يسعى إلى منع السياح من المجيء إلى هنا؟ هل تعتقدون بأن أيديولوجيتكم ستسود، إذا فعلتم ذلك»؟ في غضون ذلك، أعلنت مصادر أمنية مقتل فتى عمره 14 سنة بالرصاص، وجرح آخر، خلال اشتباكات بين الشرطة التركية ومحتجين أكراد في جنوب شرقي تركيا.