أيدت المحكمة العليا في تايلند حكم الإعدام الذي أصدرته محكمة الاستئناف بحق النائب السابق لمدير الشرطة التايلندية تشالور كيردثيس، بعدما أدانته بارتكاب جرائم قتل واختلاس تتعلق بقضية سرقة مجوهرات سعودية لم تحل ألغازها حتى الآن منذ نحو 20 عاماً. وكان الجنرال كيردثيس كُلف برئاسة فريق للتحقيق لحل لغز اختفاء المجوهرات السعودية. ودين الرجل الثاني في الشرطة التايلندية باختطاف امرأة وطفلها البالغ من العمر ثماني سنوات لإرغام زوجها، وهو تاجر مجوهرات يعتقد بتورطه في اختفاء المجوهرات المسروقة، على التعاون في التحقيق وتقديم معلومات عن المفقودات الثمينة. وقضت المحكمة الجنائية في 27 كانون الأول (ديسمبر) 2002 بسجن الجنرال كيردثيس مدى الحياة، بتهمة ارتكاب القتل العمد. وفي 3 آذار (مارس) 2006 ألغت محكمة الاستئناف حكم المحكمة الأدنى وحكمت على الجنرال المتقاعد بالإعدام. وقررت المحكمة العليا أمس (الجمعة) تأييد حكم الإعدام. وكان عامل تايلندي في حديقة أحد القصور في الرياض سرق مجوهرات بينها حجر كريم يسمى «الماسة الزرقاء» في عام 1989 وهرب بمسروقاته إلى منزله في مقاطعة لامبانغ في تايلند. واعتقل العامل الذي يدعى كريانفاكراي تيكامونغ في عام 1990 وحكم عليه بالسجن خمس سنوات. بيد أن السلطات التايلندية أصيبت بصدمة بعدما أبلغتها نظيرتها السعودية بأن المجوهرات التي تمت إعادتها بعد احتجاز تيكامونغ معظمها مزيف، وليس بينها «الماسة الزرقاء». وعلى رغم صرامة السلطات التايلندية بإصدار حكم بإعدام الرجل الثاني سابقاً في قيادة الشرطة، إلا أن قضية المجوهرات السعودية لم تحل حتى الآن. كما أن القضية اللصيقة بها المتمثلة في اغتيال أربعة ديبلوماسيين سعوديين واختفاء رجل أعمال سعودي لم يحدث فيها أي تقدم. وكانت هذه القضية سبباً في دفع الرياض إلى خفض مستوى تمثيلها الديبلوماسي مع تايلند إلى مستوى القائم بالأعمال. ولم تنجح محاولات الحكومات التايلندية المتعاقبة في إعادة العلاقات مع السعودية إلى سابق عهدها، بسبب عدم القبض على قتلة الديبلوماسيين السعوديين.