شيع العشرات من الأكاديميين وأهالي العاصمة المقدسة بعد ظهر أمس (الجمعة)، جثمان رئيس قسم التاريخ والحضارة الإسلامية في جامعة أم القرى الدكتور ناصر بن علي الحارثي الذي وجد متوفياً في ظروف غامضة في مكتبه بمنزله في حي العوالي بمكةالمكرمة يوم ال13 من الشهر الجاري، في جنازة شارك فيها ذووه ومحبوه يتقدمهم مدير جامعة أم القرى الدكتور وليد بن حسن أبو الفرج ووكلاء الجامعة وعمداء الكليات والمعاهد، ودفن في مقابر المعلاة، بعد أن أديت الصلاة عليه في المسجد الحرام عقب صلاة الجمعة. وكانت هيئة التحقيق والادعاء العام في منطقة مكةالمكرمة ممثلة في دائرة علم النفس والمكلفة بالتحقيق في القضية أصدرت قراراً يقضي بدفن الأكاديمي أمس (الجمعة) بعد موافقة ذويه، اعتمد على نتائج تشريح الجثة المبدئي من قبل إدارة الطب الشرعي في المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة مكة، فيما تقرر أن يصدر التقرير النهائي عن تشريح الجثة مطلع ذي القعدة المقبل، وفقاً لمدير إدارة الطب الشرعي الدكتور عبدالعزيز مليباري. يذكر أن مقبرة المعلاة التي احتضنت أمس جسد الأكاديمي، كانت أرضاً خصبة لأبحاثه، حيث أجرى عليها العديد من دراساته وألف حولها كتباً عدة، أبرزها كتاب بعنوان «أحجار شاهديه من مقابر المعلاة»، حيث تطرق في دراسته عن شواهد هذه المقبره إلى دراسة أكثر من 591 شاهداً للأحجار المنقوشة، كشواهد على القبور. كما استطاع الدكتور الحارثي خلال بحثه في هذه المقبرة أن يجمع 73 حجراً شاهدياً وأثرياً أثناء عملية التوسعة لهذه المقبرة، التي أجرتها أمانة العاصمة المقدسة. وقد أودعت هذه الشواهد بالتعاون مع الأمانة وبإشراف الدكتور الحارثي متحف مكة للآثار.