اختار المخرج الشاب شريف البنداري أن تكون أفلامه الروائية القصيرة والتسجيلية أولى خطواته في طريقه للإخراج، في وقت عمل مساعد مخرج للأفلام الروائية الطويلة. وهو لا يزال لديه الكثير من الطموحات. كما أنه نال بعض الجوائز المحلية والدولية والعالمية. ويقول البنداري ل «الحياة»: «تخرجت في كلية الفنون التطبيقية عام 2001 ولكنني كنت أحب السينما منذ نعومة أظافري، لذا قررت أن ألتحق بالمعهد العالي للسينما قسم إخراج، ثم عُينت معيداً». ويرى البنداري أنه ليس من الضروري أن يلتحق المخرج بمعهد السينما ليكون مخرجاً متميزاً خصوصاً، أن الوضع الراهن يختلف عما قبل «حيث كان من الضروري الالتحاق به ليكون البوابة الأساسية لدخول عالم السينما بينما يوجد الآن ورش تدريبية والكثير من المؤسسات المسؤولة عن التدريب في مجال الإخراج، كما أن الثورة التي حدثت في عالم التكنولوجيا ساعدت أي شخص لديه كاميرا ديجيتال ويهوى الإخراج أن يصور فيلماً دون اللجوء الى معهد السينما». ويضرب البنداري مثلاً قائلاً: «يعتبر عمرو سلامة مخرج الأفلام الروائية الطويلة، مثالاً جيداً للمخرج الذي قام بتعليم نفسه بنفسه في مجال الإخراج». ويعد البنداري الفيلم التسجيلي «ست بنات» أولى تجاربه وتقوم فكرته على قصة من الواقع تدور حول ست بنات قدمن من محافظة بورسعيد ليلتحقن بالجامعة في العاصمة «القاهرة» لذلك يلجأن إلى العيش معاً في مسكن واحد. اختلاط مفيد ونعرف أن البنداري اختار الفنانة هند صبري لبطولة فيلمه الروائي القصير «صباح الفل» المأخوذ عن مسرحية الاستيقاظ للكاتب الإيطالي داريو فو والتي كانت قدمت في فرقة الورشة المسرحية قبل حوالى 15 سنة من بطولة عبلة كامل، «لأن الفكرة نالت إعجابي يومها قررت أن أحولها الى فكرة سينمائية» ويرجع السبب في اختياره هند صبري لتكون البطلة الوحيدة في الفيلم هو أنها «فنانة قديرة وموهوبة». وكنت أعلم ذلك منذ أن قمت بالعمل معها كمساعد مخرج في فيلم «لعبة الحب». وعندما عرضت عليها الفكرة لم ترفضها». وعند سؤاله عن سبب اقتباسه قصة ابراهيم أصلان «آخر النهار» في فيلمه الروائي القصير «ساعة عصاري»، أجاب»: «أعُجبت كثيراً بهذه القصة كما أنني معجب بكتابات إبراهيم أصلان وليس ثمة ما يمنعني من اقتباسها، خصوصاً أنه حدث ذلك من قبل في فيلم «الكيت كات» عندما اقتبس المخرج داود عبد السيد قصة «مالك الحزين» لإبراهيم أصلان نفسه». ويرى البنداري أن اختلاط الأدب بالسينما ظاهرة مفيدة ولأن الأدب يصل بالسينما الى حالة من الرُقي. ولقد استعان البنداري بكل من باسم سمرة وأستاذ الديكور في المعهد العالي للسينما الدكتور صلاح مرعي والناقدة السينمائية الدكتورة سهام عبد السلام موضحاً بأن تجربته مع هند صبري منحته الخبرة في التعامل واختيار من يؤدون الأدوار. ويعد البنداري من المخرجين الذين يفضلون كتابة السيناريو والحوار بأنفسهم، إذ قام بكتابة أفلامه الروائية القصيرة ليصل الى حال من الرضا لأنه يشعر عميقاً بما يكتبه. ولقد نالت أعمال البنداري عدداً من الجوائز المحلية والدولية والعالمية وتم اختيار فيلمه التسجيلي «ست بنات» ليمثل مصر في مهرجان الفجيك السينمائي لأفلام الطلبة في موسكو عام 2005، ومهرجان دبي السينمائي. كما نال البنداري جائزة رضوان الكاشف وجائزة مهرجان بترانا السينمائي الدولي في ألبانيا. عن المشاكل الإنتاجية التي تواجهه، يقول البنداري: «لم تواجهني أي مشاكل إنتاجية حتى الآن خصوصاً وأن كل الأفلام التي أخرجها هي من إنتاج جهات حكومية متمثلة في المعهد العالي للسينما والمركز القومي للسينما التابع لوزارة الثقافة». أما عن أعماله الجديدة فإن البنداري يقوم حالياً بتسجيل خمسة أفلام وثائقية في السنغال وموريتانيا لصالح قناة الجزيرة الوثائقية، كما أنه يعد لفيلم روائي طويل ويعد فيلماً روائياً قصيراً يحمل عنوان «بالليل». ويكشف البنداري عن أهم طموحاته، قائلاً: «أحلم بإخراج فيلم روائي طويل أشعر انه مختلف عن كل ما تم تقديمه خصوصاً أنني طالما رفضت العمل في الكثير من الأفلام الروائية الطويلة لأنني لم أشعر بالنص. وفضلت العمل في الأفلام الروائية القصيرة على رغم أنه متاح لدي العمل في الروائية الطويلة ولكنني تعودت عمل ما أحب».