يسعى العلماء الايرانيون الى اتخاذ خطوات جديدة في مجال علم الفضاء، بعد التجارب التي أجروها في هذا المجال، ونيل ايران تقنية انتاج الصواريخ بعيدة المدى مثل «شهاب – 3» و «شهاب – 4» الذي يبلغ مداه 3 آلاف كيلومتر. وفي هذا السياق، أشار رئيس معهد الفضاء الدكتور محسن بهرامي الى «متابعة تصميم كبسول كي يتم بواسطته ارسال كائن حي الى الفضاء»، موضحاً ان «تصميم هذا الكبسول وصنعه هما قيد الدرس، ونعتزم بواسطة ذلك ارسال كائن حي الى الفضاء من خلال صاروخ للبحوث». وكان خبراء ايرانيون نجحوا في 25 شباط (فبراير) 2007 في اطلاق اول صاروخ الى الفضاء حمل اسم «كاووش» اي «الباحث». وقال رئيس معهد بحوث الفضاء الدكتور محسن بهرامي ان صاروخ «الباحث» مزود بمعدات بحثية صنعها خبراء وزارتي الدفاع والعلوم، مؤكداً «نجاح التجربة» التي اعتُبرت الاولى في ايران. وفي الرابع من شباط 2008، اعلنت ايران اطلاق اول منظومة فضائية محلية الصنع، قالت انها مخصصة للاغراض العلمية والبحثية، اذ أطلقت صاروخ «سفير» الحامل للاقمار الاصطناعية والذي مهد الطريق لاطلاق القمر الاصطناعي «اميد» أي «الامل». وشملت المنظومة القمر الاصطناعي ومحطات تحت الارض، اضافة الى محطات اطلاق فضائية صنعتها مؤسسة التصنيع العسكري الايرانية. وقال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في مراسم أُقيمت لهذه المناسبة ان «التواجد في الفضاء الخارجي يُعتبر مفخرة لأي شعب»، مشيراً الى ان «الضغوط الخارجية لا يمكن ان تؤثر على ارادة الشعب الايراني». وكانت ايران اطلقت في تشرين الاول (اكتوبر) 2005 قمراً اصطناعياً من الاراضي الروسية، استُخدم لاغراض الاتصالات والمسح الجغرافي، الا انها وعدت نفسها بإطلاق القمر الاصطناعي «مصباح» الذي يصنعه خبراء من وزارة العلوم الايرانية بمساعدة خبراء صينيين وتايلانديين، لتلبية الاحتياجات الاعلامية. وفي خطوة متقدمة، اطلقت ايران في الثالث من شباط 2009 القمر الاصطناعي «اميد»، معتمدة على خبراتها المحلية، اذ طورت حامل الاقمار «سفير» الذي يستطيع حمل الاقمار الصغيرة الى ما وراء المجال الجوي ووضعها في مدارها، كما قالت مصادر ايرانية. ونجح «اميد» في الدوران حول الارض 15 مرة يومياً وعلى بعد 250 كيلومتراً عن سطح الارض، عمل خلالها على استقبال المعلومات وتحليلها وارسالها للمحطات الارضية. ووصف نجاد هذه الخطوة بأنها «تعكس رغبة الشعب الايراني في التوجه نحو العدالة والسلام». وقال رئيس مؤسسة الفضاء الايرانية رضا تقي بور وهو وزير الاتصالات، ان ايران تسعى الى اطلاق حامل جديد للاقمار الاصطناعية خلال السنة الحالية، موضحاً ان القمر الاصطناعي الايراني يمكن ان يسهم في اغراض عديدة في المجالات المدنية. وجاء اطلاق القمر «اميد» في وقت احتفلت ايران بالذكرى الثلاثين لانتصار الثورة الاسلامية عام 1979. وتسعى مراكز البحوث ومؤسسات الفضاء الايرانية الى استكمال جهودها لاطلاق القمر «مصباح»، اذ قال تقي بور الذي يُعتبر من العلماء في مجال الاقمار الاصطناعية، ان «مصباح» صُنع قبل سنين في ايران وهو يمر بمرحلة الاطلاق الى الفضاء. واكد انه «عندما تكتمل البحوث في البلد، سيتم الاعلان عن موعد اطلاق هذا القمر»، مشيراً الى رغبة بلده بارسال رواد فضاء وفق «برامج هي قيد الدرس». وأعرب عن امله بتحقق هذا المشروع مستقبلاً، استناداً الى القرارات التي ستُتخذ في هذا الشأن. وكشف تقي بور عن صنع قمر اصطناعي لمؤسسة الاذاعة والتلفزيون، لافتاً الى ان «الاعتمادات اللازمة خُصصت، على ان يتم وضع المشروع موضع التنفيذ بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات». ويعمل خبراء ايرانيون الآن على اطلاق القمر «الباحث» الى الفضاء، لاستخدامه في الارصاد الجوية واعداد عينات جوية وتحليل المعطيات البيئية والدرس الدقيق للافلاك والنجوم. وأشار الدكتور محمد ابراهيمي مساعد معهد بحوث الفضاء، الى جهود لصنع قمر «الباحث 2» وإطلاقه، سيعقبها اطلاق صاروخ ثالث لأغراض البحوث نهاية السنة الايرانية الحالية (تنتهي في آذار - مارس 2010)، في حال اكتماله.