كل شيء يمكنه أن يذهب بقصائد الشعراء إلى أبعد مسافة ممكنة، فإنهم موافقون ومتفقون تماماً على القيام به... آخر هذه الوسائل «جوال الشعراء»، إذ بات لكل شاعر جوال باسمه «المشاهير والمغمورون على حد سواء»... والناس لا تبخل في دفع 12 ريالاً لكل شاعر في مقابل الحصول على أخباره وأبيات من شعره، ومقاطع صوتية لقصائده، وبعض صوره أحياناً. واعتبر شعراء أن خدمة «جوال الشاعر» التي تقدمها شركات تجارية مشغّلة لهذا النوع من الخدمات تساعد في دفعهم إلى مقدم الصفوف إعلامياً قياساً بالمجلات والصفحات الشعبية التي خفت بريقها - بحسب بعضهم. الحويماني: غير مغرية مادياً يقول الشاعر محمد الحويماني إنه أطلق خدمة الجوال أخيراً بهدف التواصل بشكل يومي مع محبيه، ولم يبحث عن المردود المادي من تلك الخدمة، الذي وصفه بغير المغري للشعراء. وأضاف: «جوالي يضم 3 قنوات هي قناة عذب الكلام وصوت وصورة، وصور خاصة، والقصائد التي تصل إلى المشتركين في هواتفهم، تختلف كثيراً عن التي تصدر في المجلات والصحف، كونها تكون على شكل رسائل نصية يسهل إرسالها إلى الآخرين»، مشيراً إلى أنه جهّز جميع المواد المتعلقة بالجوال قبل إطلاقه، وإرسال جديده إلى الشركة لبثه إلى المشتركين. عيضة: لا تحمل قيمة إبداعية ويرى الشاعر عيضة السفياني الذي يستعد لإطلاق جواله خلال أسابيع، أن خدمة الجوال تشبه حلقة الوصل بين الشاعر وجمهوره، الذي دوماً يبحث عن نجمه ليعرف المزيد من تفاصيل حياته اليومية، لافتاً إلى أنه مرآة لليوم الذي يعيشه الشاعر، ويترجم من خلاله موقفه ببيتي شعر خاصين لا يتم نشرهما في وسائل الإعلام الأخرى. وتابع: «هذه الخدمة صورة مكبرة للجلسات التي يجلسها الشاعر مع أصدقائه وزملائه»، مؤكداً أنها لا تحمل أي قيمة إبداعية للشعر. المريخي: الهدف منها مادي الشاعر ضيدان المريخي، الذي لا يفكر في إطلاق الخدمة حالياً، أشار إلى أن الهدف منها مادي، لافتاً إلى أن هناك شعراء «سجلوا موقفاً نبيلاً وكريماً بتبرعهم بدخل هذه الخدمة للجمعيات الخيرية». وأضاف: «جوال الشاعر يرى فيه البعض استغلالاً لجيوب الناس، خصوصاً أن الحصول على أخبار وقصائد الشاعر وصوره، كثيرة ومتاحة، والوصول إليها سهل جداً». العتيبي: مفيدة للمشاهير فقط وأكد مدير تحرير مجلة «أوراد» فيصل العتيبي أن إطلاق خدمة «جوال الشعراء» تسجل خطوة إيجابية للساحة الشعبية، «ما يدل على نهوضها في المجتمع أخيراً، وكثرة جماهيرها». واستطرد: «الخدمة تعتبر جيدة ومفيدة للشعراء مادياً وإعلامياً، خصوصاً المشاهير منهم وأصحاب القاعدة الجماهيرية الكبيرة»، مشدداً على أنها «قد لا تنفع الشعراء المبتدئين، بالقدر الذي ستكون مضرة لهم». ونبه إلى أن إطلاق خدمة الجوال الخاص للشعراء في الفترة الأخيرة لا يعد أمراً غريباً، «كون الشعر درج حالياً وصار مطلوباً ومرغوباً في منطقة الخليج أكثر منه في السنوات الماضية، والخدمة تعتبر إحدى الخدمات الإعلامية التي تفرضها طبيعة العصر الذي نعيشه، والزهو الذي يحظى به الشعر». ... وآخرون توقفوا عند «الرنة» بين الفينة والأخرى يسجل شعراء شعبيون لدى الأستوديوهات قصائد لهم سواءً بأصواتهم أم بأصوات منشدين، لتقديمها إلى إحدى الشركات، لتمكّن المشتركين من استبدال رنة هواتفهم بأصوات أخرى. وركز معظم الشعراء على قصائد ترحيبية بالمتصل، وأخرى غزلية، كي تكون مرغوبة لدى مشتركي شركات الاتصال في الخليج، إلا أن عدداً كبيراً منهم استغل حسن صوته في تقديم قصائده، سواءً بإدخال موسيقى أم بما يعرف ب«الشيلة». لكن خدمة رنة الهواتف التي أطلقت بمسميات عدة منها «صدى» و «رنان» لم تكن مجدية إعلامياً للشعراء، وإنما اتجهوا إليها بحثاً عن الدخل المادي، الذي يتحصّلون عليه من أعداد المشتركين، بيد أن عدداً منهم لا يزال ينتظر الأموال. وأوقعت تلك الخدمة شعراء مشهورين في الحرج مع الجمهور، إذ إن عدد الطلبات المسجلة على قصائدهم قليل جداً مقارنة بحجم الجماهيرية التي يحظون بها.