تتقاسم مدينتا حلب السورية وغازي عينتاب التركية اليوم تفاصيل اول اجتماع ل»المجلس الاستراتيجي رفيع المستوى» المشترك، بمشاركة 11 وزيرا من كل جانب وعدد كبير من النواب ورجال الاعمال والمحافظين والولاة، بما يتضمن الكثير من الاشارات الرمزية على مدى عمق العلاقات بين دمشق وانقرة. وعلم ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان سيزور سورية الشهر المقبل لترؤس وفد بلاده الى الاجتماع الرسمي الاول لتوقيع وثائق التعاون بين البلدين التي سيعدها الوزراء اليوم في ضوء نتائج البحث في جدول الاعمال الذي يشمل استمرار التشاور السياسي وتطوير «استراتيجيات مشتركة للتعاون» وتدريب الدبلوماسيين. وكان «المجلس الاستراتيجي» ثمرة زيارة الرئيس بشار الاسد لاسطنبول في 17 الشهر الماضي، ومحادثاته مع رئيس الوزراء التركي لتعزيز التعاون في كل المجالات والتنسيق في المحافل الدولية، اضافة الى الغاء تأشيرات الدخول ورسومها. وبدأ مساء امس خبراء البلدين وضع مسودات لتعزيز التعاون، على ان تنطلق الاجتماعات الرسمية بين الوزراء صباح اليوم بحضور وزير الخارجية السوري وليد المعلم والتركي احمد داود اوغلو. وقالت مصادر تركية ل»الحياة» ان احد الاقتراحات المطروحة بان يرأس الجانب السوري معاون نائب الرئيس العماد حسن توركماني، نظرا الى مشاركة وزيري دولة تركيين هما جودت يلماظ وحياتي يازجي ضمن الوفد التي الذي يضم 260 شخصية، بينهم 11 وزيرا وسبعة نواب وسبعة محافظين وسبعة رؤوساء بلديات. وسيرأس الجانب التركي داود اوغلو. وبعد جلسات العمل الموسعة يعقد المعلم وداود اوغلو مؤتمرا صحافيا مشتركا لايجاز اول اجتماع موسع ل»المجلس الاستراتيجي». ثم ينتقل وفدا البلدين الى بوابة السلام لتوقيع بروتوكول الغاء تأشيرة الدخول (فيزا) على الجانب التركي، والذي يتضمن السماح بالتنقل والاقامة لمدة تسعين يوما لمواطني البلدين من دون تأشيرة. ويطبق الوزراء الغاء التأشيرات بان ينتقلوا مع الاعلاميين الى مدينة غازي عينتاب التركية على بعد 80 كيلومترا من الحدود، لاستكمال الاجتماعات بلقاءات موسعة وثنائية بين الوزراء المشاركين، وهم وزراء الطاقة والتربية والثقافة والزراعة والمياه والداخلية والخارجية والسياحة والبيئة، لمراجعة الاتفاقات القائمة والاتفاق على خطوات مقبلة لتعزيز العلاقات. وينتهي يوم العمل بمؤتمر صحافي اخر للمعلم وداود اوغلو، قبل ان يقيم الجانب التركي عشاء رسميا للجانب السوري الذي سيقيم مأدبة غداء في حلب. الى ذلك، علم ان شركة تشيكية فازت بعقد اقامة خط للغاز بطول 63 كليومترا بين مدينتي حلب وكلس السوريين، على ان يقوم الجانب التركي بمد انبوب من الحدود لربطه بشبكة العاز التركية. وبذلك تكون شبكة الغاز العربية التي تمتد من مصر الى الاردن وسورية قد ر بطت مع الشبكة التركية ما يسمح باستيراد نحو بليون متر مكعب من الغاز من اذربيجان كان قد جرى الاتفاق عليه خلال زيارة الرئيس الاسد الاخيرة، وبربط الشبكة باوروبا واسيا.