تفجر جدل واسع في الوسط الرياضي والإعلامي المصري حول فرص تأهل المنتخب المصري لكرة القدم إلى بطولة كأس العالم في جنوب أفريقيا 2010 خصوصاً بعد فوز مصر على زامبيا 1-صفر والجزائر على رواندا 3-1 في الجولة الخامسة من تصفيات أفريقيا، وتأجيل حسم تذكرة المجموعة الثالثة للجولة الأخيرة التي تشهد الموقعة المرتقبة التي تجمع مصر والجزائر في القاهرة في 14 من الشهر المقبل. رئيس اللجنة الفنية في الاتحاد الافريقي لكرة القدم (الكاف) عبدالمنعم حسين (شطة) يؤكد أن لوائح الفيفا المنظمة لتصفيات المونديال لا تضمن لمصر الصعود في حال الفوز على الجزائر بفارق هدفين في الجولة الأخيرة. وقال شطة: "تحدثت مع مسؤول من الفيفا وأكد لي انه إذا تساوت مصر مع الجزائر في فارق الأهداف فسيتم الاحتكام لمباراة فاصلة أو للقرعة إذا لم تر الفيفا وقتاً لشغل المباراة في أجندتها الدولية". وكانت لوائح الفيفا الماضية تقضي باحتساب الهدف المسجل خارج الأرض حال تساوي فريقين في عدد النقاط وفي فارق الأهداف بهدفين إلا أن اللوائح الجديدة بحسب تصريحات مسؤول الكاف لا تعطي للهدف المسجل خارج الأرض أي أهمية. وأكد المتخصص في شؤون الرياضة العالمية الإعلامي طارق الأدور أن فرص المنتخب المصري في بلوغ المونديال أصبحت كبيرة جداً بعد فوز الجزائر على رواندا 3-1 فقط، وشدد على أن فوز مصر بهدفين يجعل الفريقين متساويين في كل شيء سواء عدد النقاط أو فارق الأهداف بعدما ألغت لائحة الاتحاد الدولي لكرة القدم الجديدة قاعدة الهدف بهدفين خارج الملعب. وأضاف: "البند الأول في لوائح الفيفا يبدأ بأكبر عدد من النقاط التي تحصل عليها كل فريق وحال الفوز على الجزائر بهدفين يتساوى الفريقان في كل شيء سواء عدد النقاط أو فارق الأهداف". وتابع: "البند الثاني هو فارق الأهداف بين الفريقين في كل مباريات المجموعة يليها المواجهات المباشرة بين الفريقان وأي منهم سجل أهدافاً أكثر في اللقاءين". وقال: "حال التساوي في كل شيء يحتكم الفيفا إلى القرعة كما ورد في البند رقم 7 أو إقرار اللجنة المنظمة بإقامة لقاء فاصل على أرض محايدة قد تكون أوروبا إذا سمحت الأجندة الدولية بذلك". وفى المقابل أكد رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم سمير زاهر أن فوز مصر على الجزائر بفارق هدفين في الجولة الأخيرة يضمن لها الصعود إلى المونديال، والحديث نفسه أقره المحكم بالفيفا فتحي نصير. وأكد مدير التسويق في الاتحاد الأفريقي عمرو شاهين أن القرعة ستحسم تأهل مصر حال الفوز على الجزائر بفارق هدفين، وأشار إلى أن الفيفا يستطيع أن يقرر إقامة مباراة فصلة. ويرى مدرب منتخب مصر حمادة صدقي، أن فرص «الفراعنة» أفضل في الوصول لكأس العالم 2010، ويؤمن صدقي بقدرة «الفراعنة» على تحقيق الفوز بأكثر من هدفين، وقال صدقي: «حافز مصر للفوز أكبر، خصوصاً أن المباراة على أرضنا، أرى الآن أن فرص مصر أفضل في الوصول لكأس العالم». وأشار صدقي إلى أن فوز مصر على زامبيا في الجولة قبل الأخيرة من التصفيات ضغط على أعصاب الجزائر، ونجح في تعطيلها عن سحق رواندا. وتابع صدقي: «الكرة الآن في ملعبنا، وأؤمن بأننا لسنا بعيدين عن الحلم». مباراة الكراهية نشرت صحيفة ال «غارديان» البريطانية، تقريراً مثيراً حول مباراة مصر والجزائر، والمقرر إقامتها 14 المقبل، ووصفت الصحيفة المباراة ب «مباراة الكراهية»، نظراً للأجواء المشحونة التي تشهدها المباراة من كلا الطرفين. وقال التقرير: «مباراة الكراهية عادت من جديد. هدف حسني عبدربه في مرمى زامبيا أحيا آمال المصريين بالتأهل لكأس العالم مرة أخرى، وكل ما على المنتخب المصري الآن هو الفوز على الجزائر في القاهرة، فعلوها من قبل في 1989، ولكن المباراة شهدت أحداثاً مثيرة، إذ تم القبض على الأخضر بلومي أحد أفضل لاعبي القارة الأفريقية، وصاحب هدف الفوز التاريخي للجزائر على ألمانيا في مونديال 1982، وعلى رغم تسوية الأمر أخيراً، إلا أن بلومي لن يغامر على الأرجح ويسافر للقاهرة هذه الأيام». وأضاف كاتب التقرير الذي كان أحد الصحافيين الأجانب الذين قاموا بتغطية المباراة آنذاك: «أخبرنا الاتحاد المصري بأن نذهب هناك مبكراً، لذا قاموا بإرسال أتوبيس ليقلنا إلى الإستاد في تمام العاشرة والنصف صباحاً، على رغم أن المباراة بدأت في الثالثة عصراً، وكان هناك 100 ألف تقريباً، كما وجد نحو 20 ألفاً ممن يرتدون الزي العسكري، كما وُضعت بعض نباتات الزينة بدلاً من المكان المخصص لكبار الزوار، الذي تحول في ما بعد لأشياء يستطيع الجمهور الجزائري قذفها بعد الخسارة». وتطرق التقرير للتحدث عن أسباب العداوة بين مصر والجزائر، وقال: «جاء في كتاب جديد لإيان هاوكي، أن في أواخر الخمسينات كان هناك فريق يدعو لاستقلال الجزائر عن طريق لعب مباريات في شمال أفريقيا وآسيا وأوروبا، ولكن مصر لم تلعب معهم، وتعرض لاعبو مصر وجمهوره للتعدي من الشرطة الجزائرية أثناء مباراة مصر وليبيا في الجزائر، وذلك في حقبة السبعينات، وأخيراً قام حسام حسن محرز هدف مباراة 1989 وتوأمه إبراهيم حسن بأعمال شغب في الجزائر أثناء توليهم قيادة المصري البورسعيدي، وتم توقيفهم من قبل الفيفا لسوء السلوك». واختتم التقرير بالتحدث عن أن كلا الطرفين يريد أن تخرج المباراة المقبلة بسلام، لاسيما بعد تنازل الطبيب المصري عن قضيته ضد الأخضر بلومي أخيراً، وتصفية الأجواء بين المصريين والجزائريين.