حشفاً وسوء كيلة يتبعه دوار. ذلك هو واقع القضية العربية في الأممالمتحدة هذه الأيام... في حديث صحافي قال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، إن ما حدث في جنيف من تأجيل تقديم تقرير القاضي الجنوب أفريقي ريتشارد غولدستون إلى مجلس الأمن «قد أصابه بالغثيان وأنه يُعد في غاية الخطورة والسلبية»، إن الأمين العام حزين على التفريط بذلك التقرير، وظل يتساءل في ذلك اللقاء: «كيف يفرط فيه بشكل غير مسبوق»؟! لقد صدم عمرو وصدم زيد وصدم محمد وسلمان وطارق، وصدمت سارة ومنيرة وفاطمة وكل الأسماء العربية، من تصرفات عمياء تسقط كل خطوة تسير نحو الخروج من حفرة تتسع كلما أراد أحد ردمها! قرأت لقاء عمرو موسى ودهشته، وتابعت قضية التحقيق الذي لم يكن حلمنا الذي يضيع مثل كل حلم يمر كسحابة، وظللت أقول والصحيفة مازالت معي: يا حبيبنا يا عمرو موسى هل فقط الآن؟ هل فقط هو التفريط؟ هل هو فقط ما يصيب بالغثيان؟ «سلطة» تفرط، و«أقصى» ظلت أساساته عرضة للقضم من فئران أتت من مواخير العالم البعيد، وعندما وضعت مصائد للفئران أتى من يسرق الجبنة الطعم كي لا تقع تلك الفئران في المصيدة! السؤال لماذا سرق الطعم لمنع وقوع الفئران في المصيدة؟! لقد تحرك قلب القاضي اليهودي غولدستون، أو الحجر الذهبي، وهذا ترجمة اسمه، ليصدر ذلك التقرير وهذا أضعف الإيمان الذي يمكن له أن يسد قليلاً من ظمأ الأنفس العطشى للعدل، ولكن حتى هذا القليل، فرط به من أنيط بهم صيانة الحقوق! فرط العرب في حقوقهم كثيراً وكثيراً تكلم العرب، وكثيراً لم يعد الآخرون يهتمون بما يقوله العرب. كان ذلك التقرير حشفاًً وسوء كيلة، فهو لم ينس أن يجعل الفلسطينيين متهمين أيضاً وهم المدافعون عن أرضهم التي يقتل فيها أبناؤهم وتهدم فيها منازلهم ومدارس أطفالهم ودور عبادتهم ومع كل ذلك الحيف والظلم، قلنا لا بأس والحمد لله، فقد أتى أخيراً شاهد من أهلهم على ما فعلوا ولكن وا أسفاه حتى هذا وجد من يفرط به! إنه الدوار الذي يفقد الاتزان! [email protected]