ما إن صدرت الطبعة الأولى من كتاب الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي «قلوبهم معنا وقنابلهم علينا» عن دار الآداب حتى نفدت وصدرت منه طبعة ثانية. والكتاب مجموعة مقالات جريئة، سياسية واجتماعية، وزعتها الكاتبة على أربعة أبواب.وأوضحت مستغانمي أن هذا الكتاب كان مقرراً له أن يصدر قبل ثلاث سنوات، حتى إن عنوانه كان ضمن فهرس كتب دار الآداب لعام 2006 لكنها في آخر لحظة كانت تعود وتؤجل مشروع إصداره. وتقول الكاتبة: «بعض هذه المقالات بكيتُ وأنا أعيد قراءتها، وبعضها ضحكتُ ملء قلبي كأنني لستُ من كتبها. وبحسب مقياس هذه الأحاسيس المتطرفة، ارتأيت أنها تستحق منكم القراءة. لا أعتبر هذه المقالات أدباً، بل ألماً داريته حيناً بالسخرية، وانفضحت به غالباً، عندما تعدت الإهانة الجرعة المسموح بها لقلب عربي يعاني من الأنفة. قد يبدو غير مجد الآن كل ما كتبته هنا، وما ستقرأونه في كتب لاحقة ستصدر ضمن سلسلة - هذا أول كتاب فيها - تضم مقالات مجموعة حسب قضايا وهواجس وطنية وقومية.. استنزفتني على مدى ربع قرن من الكتابة. لكنه توثيق لتفاصيل علقت بذاكرتنا القومية، ورفض لتكريس ثقافة النسيان، وتحريض لمن سيأتون بعدنا، على مغادرة الحظيرة التي نُحشر فيها كالقطيع ومن ثم نُساق الى المراعي الأميركية المتحدة، حيث لا ينبت غير عشب المذلة. سيقول بعضكم إن كتابي هذا جاء متأخراً، وأميركا على أهبة مغادرة العراق. وأرد بقول لكرومر، يوم كان في القرن الماضي حاكماً على السودان، وجاء من يسأله: «هل ستحكم أيضاً مصر؟»، فأجاب «بل سأحكم من يحكم مصر!». فالمحتل لا يحتاج اليوم الى أن يُقيم بيننا ليحكمنا.. إنه يحكم من يحكموننا، ويغارون على مصالحه، بقدر حرصه على كراسيهم. ثم.. لأن قسماً كبيراً من هذا الكتاب خصصته للتهكم من «بوش الصغير»، لا أستطيع أن أمنع نفسي من تزويدكم بآخر ما قرأت عنه من أخبار وأنا أبعث بهذا الكتاب الى المطبعة. فلقد اشتكى الرجل الذي تحكّم بأقدار العالم لثماني سنوات، من أن مهامه الحالية تقتصر على تنفيذ أوامر زوجته لورا بحمل كيس بلاستيكي، والتنظيف وراء كلب العائلة «بارني» في حيّهم السكني بدالاس!». إنها فرصة للتأمل في أقدار رجال، راح بعضنا يؤلههم، ويقدم قرابين الولاء لهم، ناسياً أنهم مجرد بشر، بإمكان الزمن أن يمضي بهم في أية لحظة من مجرى التاريخ.. الى مجاريه. فهل من يعتبر؟