احتل «أنفلونزا الخنازير» الجزء الأكبر من ساعات اليوم الدراسي الأول، أمس، فيما يشهد بداية كل عام دراسي، حركة كثيفة في توزيع الكتب الدراسية، وجداول الحصص، إلا أن «المرض جاء بارزاً ليلغي فرحة تسلم الكتب وتقليبها». ولم ينتظر طلاب المرحلة الثانوية والمتوسطة، إرشادات معلمي المدارس، في كيفية تفادي عدوى الإصابة بأنفلونزا الخنازير، وحضروا إلى مدارسهم، في المنطقة الشرقية، مرتدين كمامات وحاملين مناديل معقمة. وأنهى الطلاب يومهم الأول الذي ساده القلق والخوف، متحفزين من أي طالب يظهر عليه الإعياء، أياً كان سببه، سواء كان من السهر، أو عدم النوم الجيد. ولاحظ معلمون في المرحلتين الثانوية والمتوسطة شيوع القلق النفسي، بين عدد من الطلاب، خوفاً من انتقال المرض، إضافة إلى اتصالات تلقوها من أولياء أمور وأمهات، تطمئن على استعدادات المدارس. وتفاجأ المعلمون من رؤيتهم بعض الطلاب في الطابور الصباحي، مرتدين للكمامات، ووضع المناديل الورقية، في إشارة إلى «الحرص الشديد من الطلاب على أنفسهم، وتفادياً لأي عدوى قد تنتقل من شخص مصاب أو حامل للمرض». وقال معلم في إحدى المدارس المتوسطة: «ارتداء الطلاب للكمامات جاء بناء على طلب أولياء أمورهم، والتأكيد عليهم بأخذ الاحتياطات كافة، وعدم مخالطة أي شخص مصاب بمرض الأنفلونزا العادية، أو مصاب بحرارة، أو سعال، إضافة إلى عدم الجلوس بالقرب من أي طالب قضى إجازته السنوية في الخارج، خصوصاً في الدول المشتهرة بانتشار المرض فيها». وانهالت الأسئلة والاستفسارات من الطلاب على معلميهم، طالبين مزيداً من التوضيح عن طبيعة المرض وكيفية انتقاله من شخص إلى آخر. وعلى رغم أن الحملة التي قامت بها وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع وزارة الصحة، في تثقيف الكادر التعليمي بالمرض وعوارضه، إلا أن «الخوف» من انتشار المرض بين أولياء الأمور والأوساط التعليمية، ما زال ماثلاً للعيان. ويقول معلم في مدرسة ثانوية (فضل عدم ذكر اسمه): «انتشار ظاهرة الإشاعات عن المرض، في حاجة إلى مزيد من المواجهة والتعريف بالمرض وطرق الوقاية منه»، مبيناً أن «المرض جاء محط اهتمام كبير لدى عدد من الطلاب في أول يوم من الدراسة، من خلال الأسئلة الكثيرة التي وجهوها إلى أساتذتهم حول خطورة المرض»، موضحاً أن المعلمين قاموا بتهدئة الطلاب، وتوضيح الحقائق حول المرض».