القاهرة - أ ف ب - التقى وفد من حركة «حماس» في القاهرة رئيس الاستخبارات العامة المصرية اللواء عمر سليمان ليبحث معه في تأجيل التوقيع على اتفاق المصالحة الفلسطينية. وقال عضو الوفد القيادي في «حماس» محمد نصر لوكالة «فرانس برس»: «التقينا اللواء عمر سليمان»، موضحاً أن نتائج المحادثات ستعلن في وقت لاحق. غير أن القيادي في «حماس» عزت الرشق قال لقناة «الجزيرة» الفضائية من دمشق، إن وفد الحركة في القاهرة أبلغ المسؤولين المصريين بأن «حماس لا تستطيع أن تضع يدها في يد (الرئيس الفلسطيني محمود) عباس في هذا التوقيت». وأضاف: «ذهبنا الى القاهرة للتفاهم حول التأجيل»، مؤكداً أن «موافقة الرئيس عباس على تأجيل مناقشة تقرير (القاضي الجنوب افريقي ريتشارد) غولدستون في مجلس الاممالمتحدة لحقوق الانسان أحدث حالة غضب لدى شعبنا الفلسطيني وأبناء حركة حماس وأصبح التوقيع غير وارد في هذا التوقيت». وطالب الرشق الرئيس الفلسطيني بأن يقدم «اعتذاراً لشعبنا الفلسطيني» عن هذا الموقف، معتبراً أن «هناك عبثاً بمصالح الشعب الفلسطيني». وكان وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط أعلن يوم الاثنين الماضي في عمان أن اتفاق المصالحة الفلسطينية سيوقع في القاهرة في 26 تشرين الأول (اكتوبر) الجاري. وكان وفد من حركة «حماس» وصل الى القاهرة ليل أول من أمس بقيادة موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة. وفي دمشق، صرح أمين سر تحالف قوى الفصائل الفلسطينية خالد عبدالمجيد لوكالة «فرانس برس» بأن حماس أرسلت وفداً الى القاهرة ليطلب تأجيل توقيع اتفاق المصالحة. وقال عبدالمجيد إن «اجتماعاً سيعقد غداً (الاحد) في دمشق لقادة فصائل القوى الفلسطينية وستعلن حماس تأجيل الحوار و(اتفاق) المصالحة». وكان مجلس الاممالمتحدة لحقوق الانسان قرر تأجيل التصويت على تقرير غولدستون الى دورته المقبلة التي تعقد في آذار (مارس) عام 2010. ويتهم التقرير بصفة خاصة اسرائيل بارتكاب «جرائم حرب» خلال هجومها على قطاع غزة الذي استمر من 27 كانون الاول (ديسمبر) الى 18 كانون الثاني (يناير) الماضيين، وأسفر عن مقتل أكثر من 1400 فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وفقاً لمصادر طبية فلسطينية. يذكر أن حركتي «فتح» و«حماس» في نزاع مفتوح منذ سيطرة الاخيرة بالقوة على قطاع غزة في حزيران (يونيو) عام 2007. وكانت القاهرة التي ترعى الحوار الوطني الفلسطيني منذ انطلاقه في شباط (فبراير) الماضي، اضطرت الى تأجيل التوقيع على الاتفاق مرتين سابقاً بسبب الخلافات بين «فتح» و«حماس».