بعد أيام معدودة من قرار خفض دوام العاملات في الأماكن النائية إلى ثلاثة أيام، توفيت ثلاث معلمات ومعلم في حادثتي سير مروري إحداهما في طريق منطقة الجبوب في قيا (جنوب محافظة الطائف) والأخرى على طريق (الرياض - الأفلاج)، إذ شاركت في الأخيرة سبع معلمات، توفيت واحدة في وقت الحدث، وما زالت اثنتان تئنان في حال خطرة، فيما كانت إصابات البقية مستقرة. وباتت لغة الأرقام في حوادث المعلمات هي الخبر، لا يعرف المسؤولون في الجهات الرسمية أسماءهن حين تنشر أعداد الوفيات أو المصابات، فهم يقرأون تقريراً إحصائياً لحوادث تذكّرهم بالمعاناة قبل أن تتكرر من جديد. وفجع السعوديون الساعة 1.25 ظهراً بحادثة تصادم على طريق الرياض - الأفلاج لسيارة «فان» تقل 7 معلمات، وقت الحادثة هو حين ورد بلاغ للهلال الأحمر في مدينة الرياض - بحسب متحدثها الرسمي عبدالله العتيبي - لم تصل فرق الإسعاف الخمس إلا بعد وفاة المعلمة الأولى. قال العتيبي ل«الحياة» إن معلمة وسائق السيارة نقلا عن طريق الجمهور، لم يكن يعرف أن أحدهما كان ميتاً، مضيفاً أن المسعفين نقلوا 6 حالات، ثلاث منهن كانت بحال حرجة، وانتهى عملهم في الموقع عند الساعة 2.20 دقيقة وخلفهم بقايا أوراق وأقلام المعلمات. وبعد أن وصلت المعلمات المصابات إلى مستشفى حوطة بني تميم العام، تابع المتحدث الرسمي للمديرية العامة للشؤون الصحية بالرياض سعد القحطاني تفاصيل الحادثة، مؤكداً في حديثه إلى «الحياة» وفاة معلمة في مكان الحادثة، ونقل حالة حرجة إلى مستشفى الملك خالد في الخرج، وإجراء جراحة لمعلمة مصابة، مضيفاً أن أربع حالات وضعهن مستقر، والسائق الباكستاني سليم. محاولات «الحياة» باءت بالفشل في معرفة تفاصيل الحادثة، وعلى من تقع المسؤولية بعد رسائل عدة بالبريد الإلكتروني ورسائل نصية للمتحدث الرسمي لمرور الرياض العقيد حسن الحسن، فيما اعتذر متحدثا الصحة والهلال الأحمر بحكم عدم الاختصاص. وانتهت قصة جديدة من حوادث المعلمات من دون أن تفصح أي من الجهات الرسمية الثلاث آنفة الذكر إضافة إلى مدير مستشفى حوطة بني تميم الدكتور سعود القرون عن أسماء المصابات أو طريقة التواصل مع ذويهن، من أجل ألا يكون الخبر مجرد رقم، لعدم توافر أية معلومات شخصية عن المصابات أو ذويهن وقت الاتصال وحتى نشر هذا الخبر. يذكر أن وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل أصدر قراراً في 20 كانون الأول (ديسمبر) الجاري بخفض نصاب المعلمات في المناطق النائية إلى ثلاثة أيام للحد من حوادث النقل المتكررة منذ أعوام، كما أعلن الفيصل في وسائل إعلامية مختلفة، أن الوزارة تعمل على مشروع لتطوير وسائل النقل للمعلمات اللائي يسكن في مواقع بعيدة عن مساكنهن، إضافة إلى برامج أخرى سيعلن عنها في حينه. إلا أن إعلانات التربية والتعليم الحديثة لم تخفف من حدة المرارة للمتعاطفين مع المعلمات على مواقع التواصل الاجتماعي على الوسم الشهير «حوادث المعلمات إلى متى؟»، والتي حدت ببعض المعلقين إلى أن يعتبر تجاهل الوزارة للحوادث مشابهاً لمقولة: «الحديد بداله حديد، والمعلمات بدالهن معلمات». فيما طرح بعض المغردين حلولاً عاجلة لمعالجة مآسي المعلمات، منها دمج وزارة الخدمة المدنية لوظائف النقل المدرسي ضمن الوظائف العامة وفق نظام وشروط وعقود صارمة ومعايير سلامة عالية، وسعودة السائقين والمركبات والتأمين عليهم، واقترح آخرون مراقبة السائقين عبر تركيب أجهزة لمتابعة السرعة والموقع الجغرافي مماثلة للمستخدمة في مكاتب تأجير السيارات. من جهة أخرى، لقيت معلمتان وقائد مركبتهما مصرعهم أمس، نتيجة تصادم المركبة التي تُقِلّهم بمؤخرة شاحنة بمنطقة الجبوب في قيا (جنوب محافظة الطائف)، إذ تم إيداع الجثث الثلاث بثلاجة الموتى بمستشفى قيا العام، تمهيداً لاستكمال الإجراءات وتسليمهم لذويهم. وكانت المعلمتان تستقلان مركبة من نوع «جيمس»، يقودها «معلم» ويعملون جميعاً في مدارس تقع في حدود منطقة الباحة، وعند وصولهم منطقة الجبوب في قيا (جنوبالطائف)، وقعت حادثة مرورية بالمركبة التي تقلهم، وذلك باصطدامها بمؤخرة شاحنة، ما أدى إلى وفاة المعلمتين مع السائق المعلم، فيما كانت قد تناثرت مستلزماتهما الشخصية من جهاز الكومبيوتر المحمول وبعض الكتب في موقع الحادثة. وأنهت فرق من الدفاع المدني، تشابك الحديد بين المركبة والشاحنة، في الوقت الذي جرى نقل جثث المتوفين في الحادثة إلى مستشفى قيا العام. وأفاد الناطق الإعلامي في صحة الطائف سراج الحميداني، أنه وقع حادث تصادم لسيارة تقل معلم ومعلمتين اصطدمت في شاحنة من الخلف، مما أدى إلى وفاتهم جميعاً، مبيناً أنه تم نقلهم من طريق إسعاف الهلال الأحمر إلى مستشفى قيا وتم إداعهم في ثلاجة المستشفى حتى يتم الانتهاء من الاجراءات.