أنهى المبعوث الأميركي لعملية السلام جورج ميتشل أمس جولته السادسة في المنطقة من دون أن يتمكن من حمل الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على استنئاف المفاوضات. وأجرى ميتشل محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس قبل أن يتوجه إلى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مكتب نتانياهو أن المحادثات استمرت ساعتين في مناخ «مثمر وبناء» و «تركزت على الإجراءات التي تتيح إحراز تقدم في عملية السلام»، لافتاً إلى أن المشاورات ستستمر خلال الأيام المقبلة. وبدأ ميتشل أول من أمس جولة جديدة في المنطقة في مسعى لإحياء المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية المجمدة منذ الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة. والتقى الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان ووزير الدفاع إيهود باراك. وقال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات قبل لقاء ميتشل وعباس أمس، إن «المفاوضات لن تستأنف قبل وقف الاستيطان بصورة كلية في مختلف المناطق، بما فيها مدينة القدس، وما يسمى النمو الطبيعي، وقبل أن تقبل إسرائيل التفاوض على جميع قضايا الوضع النهائي». وأضاف: «هذه ركائز أساسية للمفاوضات لا تنطلق إلا بها، وهذا هو الموقف الفلسطيني من دون لبس». وأجرى ميتشل في الأشهر السبعة الماضية ست جولات في المنطقة تفاوض خلالها مع القادة الإسرائيليين على وقف الاستيطان من أجل استئناف المفاوضات، لكن جهوده لم تكلل بالنجاح. وبحسب مسؤولين فلسطينيين، فإن تغيراً ملموساً طرأ أخيراً على موقف الإدراة الأميركية التي أصبحت تطالبهم باستئناف المفاوضات حتى في ظل تواصل الاستيطان، مبررة ذلك بالخشية من ضياع مزيد من الوقت. ويرى مراقبون أن السلطة الفلسطينية لن تكون قادرة على العودة للمفاوضات من دون خطوة إسرائيلية جدية مثل وقف الاستيطان أو قبول التفاوض على مختلف قضايا الوضع النهائي، ومنها القدس واللاجئين، بعد تداعيات إرجاء تقديم تقرير القاضي الدولي ريتشارد غولدستون إلى مجلس حقوق الإنسان في الاممالمتحدة. ويتوقع أن يلقي الرئيس عباس خلال ساعات خطاباً إلى الفلسطينيين يحدد فيه جميع الملابسات التي أحاطت بالموقف الفلسطيني من تأجيل عرض التقرير الذي يدين إسرائيل بارتكاب جرائم حرب على المجلس، خصوصاً بعدما أدى موقف السلطة إلى احتجاجات وانتقادات واسعة للرئيس على المستويين الفلسطيني والعربي.