قال رئيس الوفد السعودي لمحادثات الأممالمتحدة بشأن المناخ المنعقدة في بانكوك محمد الصبان إن تقديرات منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) تشير إلى ان التوصل إلى معاهدة دولية جديدة للتقليل من تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري، بدلاً من بروتوكول كيوتو، سيكبد السعودية خسائر تبلغ 19 بليون دولار سنوياً ابتداء من عام 2012، وهي السنة التي سينقضي فيها أجل بروتوكول كيوتو. وأضاف – في مقابلة أجرتها معه وكالة «اسوشيتد برس» الأميركية – ان ذلك «خطير جداً بالنسبة إلينا، إذ إننا نقوم بتنويع اقتصادنا، لكن ذلك يتطلب زمناً طويلاً، وليست لدينا موارد كثيرة». واتهم الموفد السعودي الدول الغربية بأن لديها أجندة ضد الدول المنتجة للنفط تحت دثار حماية الكوكب الأرضي. وذكرت «اسوشيتد برس» أن السعودية ظلت تقود حملة هادئة خلال محادثات بانكوك تدعو إلى تخصيص مساعدات مالية للدول المنتجة للنفط إذا كانت المعاهدة الجديدة المرتقبة لحماية مناخ كوكب الأرض ستطالب بإحداث خفض كبير في الوقود الأحفوري (النفط). بيد أن وكالة الطاقة الدولية أصدرت هذا الاسبوع تقريراً يشير إلى ان عائدات بلدان «أوبك» ستظل تنمو بنحو 23 تريليون دولار خلال الفترة من عام 2008 إلى 2030، وهي زيادة بمعدل أربعة أضعاف مقارنة بالعائدات النفطية خلال الفترة 1985 – 2007. ورهن التقرير ذلك النمو في العائدات النفطية بموافقة دول العالم على خفض الانبعاثات الغازية، وبالتالي خفض استخدامها للنفط. لكن الموفد السعودي الصبان اعتبر أرقام الوكالة «متحيزة». وقال إن تقديرات «أوبك» تشير إلى ان السعودية وحدها ستخسر 19 بليون دولار سنوياً، بدءاً من سنة 2012 إذا تم اعتماد معاهدة مناخية جديدة. وقال: «يعتقد كثير من السياسيين في العالم الغربي ان هذه المفاوضات المتعلقة بالتغير المناخي والمعاهدة الجديدة ستتيح لهم فرصة ذهبية لخفض اعتمادهم على النفط المستورد. وهذا يعني أنك ستنقل العبء إلى الدول النامية، ولا سيما تلك التي تعتمد اعتماداً كبيراً على استخراج النفط». وذكر الصبان ان السعودية تريد اتفاقاً جديداً، وأنها لا تعرقل إحراز تقدم في المحادثات بشأن التغير المناخي كما يزعم بعض الناشطين. وقال: «نحن من بين الدول الأكثر هشاشة اقتصادياً، هو أمر خطير بالنسبة إلينا». ويذكر ان محادثات بانكوك تجرى تمهيداً لمفاوضات كبرى يتوقع ان تستضيفها العاصمة الدنماركية كوبنهاغن في كانون الأول (ديسمبر) المقبل للتوصل إلى معاهدة تحل محل بروتوكول كيوتو. وكانت المنظمتان البيئيتان العربية «اندي آكلت» والألمانية «جيرمان واتش» اتهمتا السعودية في تقرير أصدرتاه أمس (الخميس)، بعرقلة مفاوضات بانكوك من خلال التمسك بضرورة تضمين مخاوف الدول المنتجة للنفط في نص المعاهد المرتقبة.