تحفظت أمس حركة «حماس» عن إعلان موقف نهائي من توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية المقرر في القاهرة في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، في ما بدا محاولة لترك هامش للمناورة بعد رفض مصر وغالبية الفصائل أي إرجاء لإنهاء الانقسام. وتحركت حركة «فتح» بموازاة ذلك لاحتواء تداعيات أزمة «تقرير غولدستون»، وعرضت على «حماس» تشكيل «جبهة عليا» لإعادة إحياء التقرير ومواجهة الإجراءات الإسرائيلية في القدسالمحتلة. وبعد يوم من إعلان قياديين في «حماس» أنها طلبت من القاهرة إرجاء توقيع الاتفاق «حتى إشعار آخر»، قال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم إنها «ناقشت مع القيادة المصرية تأجيل الموعد من أجل مصلحة الحوار، ومن باب الحرص على إنجاح الجهود المصرية حتى نصون هذا الاتفاق». غير أن الحركة بدت راغبة في التريث، ولو قليلاً، قبل إعلان موقفها النهائي من موعد الاتفاق. وقال قيادي في «حماس» ل «الحياة» إنها «لم تتخذ قراراً حاسماً، وما زال الأمر في المطبخ السياسي، ونريد إعطاء المساعي المصرية الفرصة لتأخذ مداها بعيداً من التكتيكات والتوظيف السياسي». واعتبر أن «تجاوز ما حدث يعطي إشارة خطأ للسلطة». ودخل الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» رمضان شلح على الخط، فنعى بعد لقائه أمير قطر الشيح حمد بن خليفة آل ثاني في الدوحة، الصيغة المتفق عليها للمصالحة في القاهرة، مشيراً إلى احتمال إرجاء التوقيع. واتهم عباس بنسف كل جهود المصالحة بسبب موقفه من «تقرير غولدستون». وفي المقابل، رفضت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» و «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» إرجاء إنهاء الانقسام. وبدأت «فتح» أمس تحركاً لاحتواء الانتقادات الموجهة لزعيمها الرئيس عباس على خلفية سحب «تقرير غولدستون». وطالبت «حماس» ب «الالتفات إلى القضايا الحقيقية للشعب الفلسطيني»، والتوقف عن «حملتها المجحفة والظالمة على الرئيس عباس». ودعتها إلى «تشكيل إطار وطني يضم الجميع للتحرك على المستويين الاقليمي والدولي لتفعيل تقرير غولدستون». في غضون ذلك، بدأ المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل من إسرائيل أمس جولة في المنطقة أمس، قلل الناطق باسمه جوناثان برينس من نتائجها المتوقعة، مستبعداً أن تثمر إعلاناً باستئناف المفاوضات، فيما اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان البحث عن تسوية شاملة للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي «مجرد وهْم»، ودعا إلى «التعايش مع تسوية مرحلية» لا تشمل حل قضيتي القدس واللاجئين. والتقى ميتشل ليبرمان والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ورئيس الحكومة بنيامين نتانياهو أمس، على أن يلتقي اليوم في رام الله الرئيس الفلسطيني. وأعلن عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» جبريل الرجوب أن عباس سيبلغ المبعوث الأميركي خلال لقائهما برفضه التفاوض مع إسرائيل من دون وقف كامل للاستيطان وإقرار مرجعيات واضحة لعملية السلام.