طالب الملتقى العلمي للعنف الأسري بوضع حلول لمختلف مشكلات العنف قبل تفاقمها، وبمتابعة إصدار نظام الحماية الاجتماعية وتفعيل المجلس الأعلى للأسرة، ودور مؤسسات المجتمع المدني لاستقبال حالات العنف الأسري والتعامل معها والإسراع بتفعيل نظام زواج القاصرات. وأوصى الملتقى الذي أنهى جلساته أمس في الغرفة التجارية في جدة بتنفيذ حملات إعلامية للتعريف بآثار العنف على الفرد والأسرة في المجتمع، والاستفادة من التجارب الدولية الرائدة في معالجة قضايا العنف الأسري من خلال التبادل المعرفي والزيارات الميدانية، وضرورة حث وزارة الصحة والجهات المعنية لإنشاء مراكز اختصاصية لعلاج المعنف طبياً ونفسياً. كما طالب الملتقى وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بتكثيف جهود خطباء الجوامع ومراكز الدعوة، من أجل التعريف بمخاطر العنف الأسري والتوعية وعضل الفتيات عن الزواج وتعريف المجتمع بالتعامل الأمثل مع زوجاتهم وأبنائهم. وقال رئيس اللجنة العلمية ورئيس هيئة حقوق الإنسان في منطقة مكةالمكرمة الدكتور عبدالله المعطاني «إنه يجب حث وزارة الصحة على إنشاء مراكز اختصاصية لعلاج المعنفين، وتكليف خطباء المساجد ومراكز الدعوة والإرشاد بالتعريف بالعنف الأسري، وإنشاء دور رعاية للمفترشين وأطفال الشوارع». وكشف المعطاني أن التوصيات تضمنت اتخاذ ما يلزم من أجل سرعة إنشاء دور للحماية الاجتماعية في المناطق التي يكثر فيها السكان، وتوفير الكادر المناسب لإدارتها، إضافة إلى حث الجمعيات الخيرية على افتتاح دور حماية في القرى والهجر البعيدة، وإعداد خطة توعوية من خلال المؤسسات الإعلامية والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة. وأشار إلى تنظيم دورات تدريبية للعاملين في دور الحماية والاستفادة من جهود وزارة التربية لرصد العنف المدرسي وإعداد استراتيجية شاملة للتعامل مع العنف ورصد موازنة خاصة به، وتضمين مناهج التعليم نبذ العنف الأسري ووضع آلية محددة لمتابعة الجهات المشاركة والتنسيق بين الجهات تحت مظلة الشؤون الاجتماعية. وقدم مدير الشؤون الاجتماعية في منطقة مكةالمكرمة الدكتور علي الحناكي شكره وتقديره للجنة العلمية المشاركة في ملتقى العنف الأسري، التي ناقشت 22 ورقة عمل، وإلى الجمعيات الخيرية وأمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل ومحافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد وإلى وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين لإسهامهم في إنجاح ملتقى العنف الأسري. وكانت تخللت ورشة العمل أمس نقاشات عدة حول الأوراق المقدمة، والتي تحدثت عن الإعلام والعنف الأسري، والتحالفات الإستراتيجية الإعلامية للمنظومة الدولية لوقف العنف، وتعاطي المخدرات الذي يسبب العنف الأسري، إضافة إلى العلاقة بين العنف والأسرة والايذاء الجنسي، ونظم وآليات لمعالجة العنف وعلاج الانحرافات السلوكية واستراتيجية الإرشاد والعلاج، ثم أعطي الحضور الفرصة للمداخلات والنقاش.