عاشت الجماهير المصرية ليلة حزينة بسقوط منتخب بلادها صفر- 2 أمام نظيره الكوستاريكي في ثمن نهائي "دورال16" لبطولة كأس العالم للشباب في كرة القدم التي تستضيفها مصر حتى 16 الجاري، وسجل خوسيه مينا الهدف الأول لكوستاريكا، قبل أن يضاعف النتيجة ماركوس أورينا قبل نهاية المباراة بدقيقتين. وحقق المنتخب الكوستاريكي أفضل نتائجه في تاريخ البطولة بوصوله لربع النهائي "دور الثمانية" للمرة الأولى في تاريخه، وتخوض كوستاريكا مواجهة الدور التالي "السبت" المقبل مع الفائز من فنزويلا والإمارات اللتين التقتا أمس، وفي الدور ذاته تغلب المنتخب الهنغاري على نظيره التشيخي 4-3 بضربات الجزاء الترجيحية بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 2-2، وتلتقي هنغاريا وإيطاليا في ربع النهائي غداً (الجمعة)، كما تأهل المنتخب الغاني لدور الثمانية بعدما حول تأخره بهدف أمام جنوب أفريقيا للفوز 2-1، ووضع كيرميت إراسموس "الأولاد" في المقدمة، وعادل أندريه أيو النتيجة لغانا. واحتكم المنتخبان لوقت إضافي لتحديد المتأهل واقتنص دومنيك أدياه هدف التأهل لغانا وبهذه النتيجة تتأهل غانا لتواجه غداً كوريا الجنوبية التي حسمت تأهلها للدور ذاته بالفوز على باراغواي بثلاثية نظيفة. وثارت الجماهير المصرية التي احتشدت في استاد القاهرة الدولي على لاعبي منتخب بلادها عقب الخروج من مونديال الشباب، فعقب صافرة نهاية مباراة مصر وكوستاريكا، قذفت الجماهير اللاعبين بكل ما طاولت أيديهم، إذ انهالت زجاجات المياه المعدنية وعلب المياه الغازية على كل اللاعبين، ما أدى إلى قيام العاملين في الاستاد بإقامة مظلة لمنع إصابة اللاعبين وأعضاء الجهاز الفني أثناء الخروج من الملعب، وأثناء ذلك قام المذيع الداخلي لاستاد القاهرة بتوجيه الجماهير في ما يشبه "الرجاء"، مطالباً الجمهور بالتحلي بالروح الرياضية وعدم الانجراف إلى هذا المشهد الذي عكر الوجهة المشرفة للبطولة. من جهته، أكد المدير الفني لمنتخب مصر التشيخي ميروسلاف سكوب اختياره الكرات الطولية كطريقة لعب أمام كوستاريكا، قال مساعده هاني رمزي أن خطة اللقاء اعتمدت التمريرات القصيرة، وتكشف تضارب تصريحات سكوب ورمزي عمق الخلاف في وجهات النظر بينهما. وكان منتخب مصر اعتمد بوضوح على الكرات الطولية في منطقة جزاء المنافس، حسبما أقر سكوب، وفسرها بأنها كانت الأسلوب الخططي الأمثل لإسقاط كوستاريكا. وأوضح: "دفاع كوستاريكا يعتمد على الكثافة العددية داخل منطقة الجزاء ومن الصعب اختراقه من العمق لذلك حاولنا تخطيه بالكرات الساقطة لكننا فشلنا". ورفض سكوب تحميل اللاعبين فشل المونديال، وقال: "أنا المسؤول الأول عن الخسارة"، لكنه ألقى باللوم على فترة التأهيل للبطولة، والتي من وجهة نظره لم تكن كافية. وأضاف أن لاعب كرة القدم يحتاج للتأهيل منذ بلوغه ال13 من العمر ليصبح قادراً على المنافسة في البطولات العالمية حينما يصل لعمر 19 و20 عاماً. واعترف سكوب بضعف الدفاع المصري في التعامل مع الكرات الثابتة طيلة مباريات البطولة، ما تسبب في هدف كوستاريكا الأول، مكملاً: "تلقي هذا الهدف سببه توتر اللاعبين". وفي المقابل، جاءت تصريحات رمزي مغايرة تماماً لما أفصح عنه سكوب، إذ قال: "كانت تعليمات الجهاز الفني للفريق ضرورة التمرير القصير على الأرض". واستطرد: "الفريق افتقد التركيز، ولم ينفذ اللاعبون التعليمات، بل اعتمدوا على الكرات الطولية، فيما ينافي التوجيه الذي قمت به طوال المباراة من خارج الخطوط". وأبدى رمزي غضبه من مستوى اللاعبين، مفسراً: "تحدثت مع الفريق بين شوطي اللقاء، لكن التركيز كان غائباً، ومن المهم أن أعتذر للجمهور وأشكر حضوره". وكشفت مصادر أن سكوب كانت له تعليمات تختلف عما قدمه رمزي، قبل مباراة كوستاريكا، اضافة إلى أن المنتخب المصري تدرب على ثلاث خطط مختلفة قبل المباراة، فيما كان له أثر جلي في مستوى اللاعبين ونتيجة اللقاء، وهو ما دعمه اللاعب مصطفى جلال بقوله: "لم نكن نعلم ما علينا فعله أمام كوستاريكا". وكانت التقارير الصحافية من داخل كواليس المنتخب تعكس اختلافاً في وجهات نظر سكوب ورمزي حول طريقة اللعب، وأوضح أن اللاعبين قصروا داخل الملعب، ولكن لا يوجد بند في اللائحة يسمح بمعاقبة اللاعبين مادياً على الخروج من البطولة". عفروتو: نستحق الضرب بالأحذية من جهته، قال لاعب وسط منتخب مصر للشباب مصطفى سليم «عفروتو»: «لم نكن رجالاً في الملعب، ونستحق الضرب بالأحذية والزجاجات». وأضاف لاعب الأهلي: «الجهاز الفني لا يتحمل الهزيمة بأي شكل لقد قصرنا ولا نستحق أي شيء». ورفض العديد من اللاعبين التحدث عقب المباراة التي أبعدت المنتخب عن الاستمرار في كأس العالم. وانضم أحمد فتحي «بوجي» لزميله عفروتو وتحدث عن خروج الفريق ولكن من وجهة نظر مختلفة فأوضح بوجي: «الهدف الأساسي من هذا المنتخب هو تدعيم الفريق الأول ببعض اللاعبين الأكفاء». وأشار مهاجم الزمالك إلى أن اللاعبين لديهم مستقبل كبير وبعضهم يلعب في أندية كبيرة. هجوم لاذع وشنت الصحف المصرية الصادرة أمس «الأربعاء» هجوماً لاذعاً على لاعبي منتخب بلادها للشباب بعد خروجهم من المونديال، فقالت صحيفة «الجمهورية «: «أفسدوا الاحتفالات وودعوا المونديال.. واحد .. اتنين.. شبابنا خسروا من كوستاريكا بهدفين». وأضافت في تحليلها للقاء: «نال منتخبنا درساً قاسياً ودفع ضريبة الخلاف داخل الجهاز الفني بعد انفراد سكوب بكل الأمور وبعد أن ألغى وهمش أدوار مساعديه الأكثر خبرة بحالة لاعبي المنتخب، فظهرت أخطاء سكوب الفادحة والتي كلفتنا ضياع حلم رائع وتحول لكابوس مزعج لكل مصري كانت أمنياته أبعد من أي طموح، فالفارق كان واضحاً بين منتخب لعب كرة محترمة وحير فكر منافسه الذي ظل عاجزاً تماماً لوضع خطة قادرة على إيقاف خطورة لاعبيه.. وظل سكوب صامتاً ساكناً وكأنه يعاند كل من في الملعب وحتى تبديلاته غير مقنعة فإخراج أحمد شكري أبرز لاعبي اللقاء كان مفاجأة وكان المتابعون يتصورون أن تبديل حسام حسن سيكون الأفضل بعدما تخصص اللاعب في ألعاب «رميات التماس» فقط.. كوستاريكا تأهلت لدور الثمانية بينما ودعت مصر البطولة بالزجاجات الفارغة والشتائم». وقالت «الشروق»: «كوستاريكا المتواضعة تطيح بمصر الأكثر تواضعاً من المونديال.. وإلى متى الكرات العرضية أخطر على الفرق المصرية من ركلات الجزاء؟»، وانتقدت الصحيفة طريقة تعاطي الإعلام المصري مع اللقاء قائلة: «وقعت بعض وسائل الإعلام المصرية في خطأ شنيع قبل المباراة بالربط بينها وبين ذكرى حرب السادس من تشرين الاول (أكتوبر)، فتصور الجميع أن الفوز على كوستاريكا مقبل لا محالة بروح أكتوبر، وهو خلط بين الهزل والجد، خصوصاً أن منتخب كوستاريكا فريق متواضع، ولكن الجميع فوجئ بأن المنتخب المصري كان أكثر تواضعاً واستحق الخروج من البطولة، ولم يعد أمامنا كمصريين سوى استكمال النجاح التنظيمي للمونديال، لأن هذا هو ما تبقى أمامنا لنقدمه». وعنونت «اليوم السابع»: «كوستاريكا تحطم حلم الفراعنة».