ارتفع سعر خام «برنت» فوق 60 دولاراً للبرميل أمس متعافياً من قرب أدنى مستوياته في خمس سنوات ونصف السنة مع إقبال المستثمرين على تسوية مراكزهم قبل الأعياد بعد هبوط للأسعار استمر ستة أشهر. واتجهت أسعار النفط إلى تكبد رابع خسائرها الأسبوعية على التوالي بعدما قرر أعضاء «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) الشهر الماضي عدم خفض الإنتاج على رغم وفرة كبيرة في المعروض العالمي. وارتفع سعر مزيج «برنت» في العقود الآجلة تسليم شباط (فبراير) 1.10 دولار إلى 60.37 دولار للبرميل ونزل سعر الخام 1.91 دولار عند التسوية أول من أمس بعد تداوله عند 63.70 دولار للبرميل. وزاد سعر الخام الأميركي 1.20 دولار إلى 55.31 دولار للبرميل. وقال محلل شؤون النفط لدى شركة «بي في إم أويل أسوشيتس» لخدمات الوساطة في لندن، تاماس فارجا، إن «بعض المستثمرين قاموا بتغطية مراكز مدينة ويستعدون لاستقبال العطلة من دون انكشاف أكبر من اللازم بعد أشهر من التعاملات المتقلبة». واتفق مدير مبيعات السلع الأولية في «نيو ايدج جابان»، كين هاسيغاوا، مع هذا الرأي قائلاً «بعد هبوط طويل وحاد في أسعار النفط شهدنا بعض الإقبال على الشراء في الأيام الأخيرة... لكن لا يزال هناك كثير من ضغوط البيع». إلى ذلك، توقعت مصادر تجارية مطلعة أن تبقي شركة «أرامكو» السعودية على إمداداتها من النفط الخام إلى الصين بموجب عقد سنوي من دون تغيير إلى حد كبير في العام المقبل ليكون ثاني عام يشهد استقراراً في الطلب. ويأتي استقرار الطلب وسط توقعات شركات التكرير الصينية لوفرة المعروض في السوق الفورية ونقص في طاقة التكرير الجديدة. وأفادت المصادر بأن الكميات المتعاقد عليها المتوقعة ستبلغ نحو 1.1 مليون برميل يومياً في عام 2015 لكن ربما تحدث بعض التغيرات في كمية النفط الفعلية التي تصل إلى شركات التكرير الصينية. وقال مصدر تجاري في بكين «لم يطلب أحد زيادة في ظل توقع الشركات لفائض محتمل في المعروض في السوق الفورية ومن ثم ليس من المنطقي زيادة شحنات العقود الآجلة». وأشار مسؤولون تجاريون إلى أن شركات التكرير تعاقدت على إمدادات إضافية بلغ إجماليها نحو 250 ألف برميل يومياً من روسيا والكويت للعام المقبل مقارنة ب 2014. وفيما عدا برنامج تجديد لمصفاة جيوجيانغ التابعة لشركة «سينوبك» في شرق الصين وزيادة الطاقة الإنتاجية لمصفاتين بدأتا عملهما العام الحالي وهما مصفاة «سينوكيم» في تشوانتشو ومصفاة «بتروتشاينا» في سيتشوان لا يُتوقع دخول أي مصفاة جديدة حيز التشغيل في العام المقبل. وتظهر بيانات الجمارك الصينية أن واردات النفط السعودي تراجعت نحو عشرة في المئة في الأشهر العشرة الأولى من العام إلى أقل قليلاً من مليون برميل يومياً. وفي سوق الغاز، أعلن ثلاثة تجار أن «الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية» (إيغاس) طرحت مناقصة لشراء ما لا يقل عن 48 شحنة من الغاز الطبيعي المسال للتسليم في 2015-2016. وأكد مصدر في الشركة طرح مناقصة لشراء شحنات عديدة من الغاز الطبيعي المسال في السنة المالية 2015-2016 التي تمتد من أول تموز (يوليو) 2015 إلى نهاية حزيران (يونيو) 2016. غير أن المصدر أحجم عن ذكر عدد الشحنات. وأبلغ المصدر وكالة «رويترز» أن من المقرر إعلان نتيجة المناقصة حلول نهاية هذا الشهر مضيفاً أن سبع شركات تقدمت بعروض وأن العقد سيقسم على شركات عديدة. وقال تاجر «تم تأجيل المناقصة وإعادة طرحها مرتين». وأضاف «يبقى أيضاً السؤال عما إن كانوا يملكون الدولارات اللازمة لتمويلها». وذكر تاجر ثان أن البائعين قد يتوخون الحذر بسبب تاريخ مصر الائتماني. وقال «لن يحصلوا على القدر الذي يريدونه». إلى ذلك، أعلن مسؤول في المؤسسة الوطنية للنفط التي تدير قطاع الطاقة في ليبيا إن صادرات ليبيا من الغاز إلى إيطاليا انخفضت بسبب تحويل بعض الإنتاج من محطة مليتة للاستهلاك المحلي. يأتي هذا بعد تعطيل نتج من إغلاق مرفأ السدر والحقول القريبة منه بسبب معارك في الآونة الأخيرة في المنطقة. وتظهر بيانات نشرت على موقع «شركة توزيع الغاز الإيطالية» (سنام) إلى استيراد 13.1 مليون متر مكعب من الغاز من ليبيا إلى جيلا في صقلية أول من أمس حيث يصل خط الأنابيب بعد استيراد 12.7 مليون متر مكعب الأربعاء مقارنة ب 18 مليوناً الثلثاء الماضي و20.9 مليون يوم الإثنين.