نقل وفد من الكونغرس الأميركي برئاسة عضو الكونغرس راس كارناهان الى الرئيس اللبناني ميشال سليمان «دعماً اميركياً قوياً وتطلع الإدارة الأميركية الجديدة الى العمل معه، خصوصاً في ما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط، وشدد الوفد على أن الإدارة الأميركية «تقدر جهود رئيس الجمهورية واعتداله، وسط تعقيدات المنطقة، فهو يعبر عن الأمل بمستقبل الشرق الأوسط». وأبلغ الوفد الرئيس سليمان موقفاً من الرئيس الأميركي باراك اوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون يقضي ب «دعم قوي لمبادرة السلام العربية التي اعتمدت في قمة بيروت في العام 2002». ورحب سليمان بالوفد، بحسب بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، شاكراً الوقوف الأميركي المتواصل الى جانب لبنان وقضاياه، وشدد على «أهمية تفعيل الدعم الممنوح للمبادرة العربية بمندرجاتها كافة، خصوصاً أنها المبادرة الجدية الوحيدة المطروحة»، ملاحظاً، من جهة أخرى، أن حل «إقامة دولتين جنباً الى جنب، ممكن التحقيق، وليس هناك حل آخر». وأشار سليمان الى أنه «على المدى البعيد ليس الأمر لمصلحة اسرائيل إذا ما رفضت المبادرة العربية، ومن الأفضل الإسراع في التوصل الى حل اليوم قبل الغد». ودعا سليمان الولاياتالمتحدة الى «اداء دورها كاملاً كدولة عظمى تمارس حضورها السياسي والديبلوماسي في خدمة السلام». ورأى أن «منطقة الشرق الأوسط تمثل التعددية بمختلف وجوهها، الدينية والثقافية والحضارية، وهناك مسؤولية دولية في الحفاظ عليها لما فيه خدمة السلام في العالم والإنسانية في آن».وزار الوفد الأميركي رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وجرى عرض للأوضاع العامة. وزار وفد الكونغرس رئيس لجنة الشؤون الخارجية النيابية عبد اللطيف الزين في المجلس النيابي، مستطلعاً كما قال الزين، «الاوضاع ومعرفة وجهات نظر القيادات اللبنانية على اختلافها بالتطورات اللبنانية والاقليمية والدولية». وقال: «شددنا أمام الوفد على ضرورة تدخل الادارة الاميركية الجديدة للضغط على اسرائيل للالتزام بالاتفاقات والقرارات الدولية وخصوصاً منها المتعلقة بالسلام العادل والشامل بدءاً من اتفاق انابوليس وصولاً الى المبادرة العربية في قمة بيروت التي لا تزال قائمة». واضاف: «أكدنا اللعبة الديموقراطية في الانتخابات النيابية اللبنانية واهمية الشفافية فيها وعودة الهدوء الى لبنان بفضل سهر رئيس الجمهورية». وزار وفد الكونغرس رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النيابي ميشال عون، وقائد قوات «يونيفيل» الجنرال كلاوديو غرازيانو، وطلاب الجامعة الأميركية في بيروت الذين يحصلون على منح دراسية بتمويل من حكومة الولاياتالمتحدة. كما زار الوفد ضريح الرئيس رفيق الحريري. وأفاد بيان صادر عن السفارة الاميركية ان «هذه الزيارة تؤكد التزام حكومة الولاياتالمتحدة بلبنان وبمؤسسات الدولة وبالشعب اللبناني. وان حكومة الولاياتالمتحدة ستواصل دعم حكومة لبنان في سعيها للحفاظ على سلام لبنان ووحدته وسيادته». الصندوق الكويتي وتابع في هذه الأثناء، وفد الصندوق الكويتي برئاسة عبد الوهاب البدر جولته على المسؤولين اللبنانيين ووضع سليمان في أجواء «عشرات المشاريع التي يتولى الصندوق تنفيذها في لبنان وتلك التي سينتهي تنفيذها خلال العام 2009، على أن تنجز كل المشاريع المتبقية بحدود العام 2012 وفق البرنامج الزمني الذي وضعه الصندوق لهذه الغاية». وأعلن البدر «وضع حجر الأساس لأربعة مشاريع أساسية في الجنوب وفي بلدة رحبة في عكار، كذلك سيتم في الأيام المقبلة تدشين مشاريع في بشري وطرابلس والضنية وصيدا». وأطلع الوفد سليمان على الهبة الكويتية لتنفيذ «متحف ذاكرة بيروت» بناء على طلبه إقامة هذا المتحف الخاص بالعاصمة، على أن يتولى الصندوق عملية الإشراف على إدارة المنحة. واعتبر سليمان أن «هذه المشاريع تأتي ترجمة للمحبة الأخوية الصادقة التي يكنها الشعب الكويتي للشعب اللبناني، وتتميز بالتعميم على كل المناطق اللبنانية»، مشيراً الى أن «للكويت منزلة خاصة ومحبة خاصة لدى اللبنانيين على اختلاف ميولهم وتطلعاتهم». وزار الوفد الكويتي رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وقال البدر: «يوجد مشروعان تم افتتاحهما في الجنوب ومشروع في الضاحية الجنوبية وآخر في الشمال وعكار، وغداً لدينا وضع حجر أساس لمشروع في بعلبك». كما زار رئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري وناقش معه مشاريع قيد التنفيذ. السفير اللبناني الى دمشق وكان سليمان التقى السفير اللبناني لدى سورية ميشال خوري وزوده التوجيهات اللازمة قبل توجهه الى دمشق لبدء ممارسة مهماته، مكرراً أن «علاقات لبنان بسورية هي علاقات عميقة تمتد جذورها في التاريخ والجغرافيا»، لافتاً الى أن «التبادل الديبلوماسي ما هو إلا تجسيد لهذا الواقع وصونه من الشوائب التي قد تعتريه». ولاحقاً زار السفير خوري الرئيس بري ووزير المال محمد شطح. تجار بيروت ومن الوفود التي زارت بعبدا امس، وفد من جمعية تجار وسط بيروت برئاسة طوني سلامة، الذي عرض له مطالبه ل«دعم الحركة السياحية والاقتصادية في المنطقة،واطلعه على الاستعدادات لتنظيم مهرجان ضخم في الوسط التجاري الصيف المقبل. وأكد سليمان «أننا في مرحلة استرجاع كل ما كان للبنان من دور وريادة»، مشدداً على «مسؤولية كل فرد في المساهمة في بناء هذا الدور وهذه الريادة، وكل من يستفيد من الخلافات ويستغلها، إنما يرتكب جريمة في حق الوطن». وتمنى رئيس الجمهورية للوفد النجاح، مؤكداً العمل على تحقيق مطالبه.