تسود بعض الاوساط الدينية والاحزاب الاسلامية في العراق مخاوف من حصول تغيير في الخريطة السياسية نتيجة صرف بعض دول الجوار بلايين الدولارات للتأثير في الانتخابات البرلمانية المقبلة عبر صناديق الاقتراع. وقال هاني الموسوي رئيس «مؤسسة البتول» في النجف التابعة للمرجع الديني محمد اسحاق الفياض ان «هناك مؤشرات قوية» الى ان الانتخابات البرلمانية، المقررة منتصف كانون الثاني (يناير) المقبل «ستكون مختلفة عن سابقاتها» وتوقع في حديث الى «الحياة» «حصول تغيير في الخريطة السياسية المقبلة»، وأضاف: «حصلنا على معلومات عن صرف أموال طائلة لتغيير الواقع الانتخابي في العراق والتأثير في الناخب من خلال إشاعة الافكار المشوشة، والتشويش عبر وسائل الاعلام والندوات وإعطاء الهدايا والهبات». وأشار الى «ان السياسيين في سدة الحكم يتحملون المسؤولية عن الاخفاقات التي حصلت خلال هذه الفترة، وجعلت المواطن يصبح صيداً سهلاً بيد المتصيدين في الماء العكر». من جانبه قال القيادي في «حزب الدعوة» في النجف عمار الخفاجي ل «الحياة» ان «الجمهور من حقه أن ينتخب من يشاء، ولا نلومه على ذلك لأنه صاحب الحق في الاختيار». وأضاف: «لكن هنالك قوى عربية لا يروق لها ان ترى العراق الجديد وقواه السياسية التي صعدت الى الحكم عن طريق اختيار الشعب»، متهماً هذه القوى بأنها «تسعى جاهدة لصرف بلايين الدولارات للتدخل في الشؤون العراقية الداخلية لتغيير الخريطة السياسية المقبلة بانقلاب عبر صناديق الاقتراع». وكان القيادي في «حزب الدعوة» النائب علي الأديب اتهم في تصريحات صحافية «دول الجوار بالسعي للتأثير في نتائج الانتخابات المقبلة». ولفت الى ان «ضبط الوضع الانتخابي من خلال الأجهزة المسؤولة سيحد من هذا التدخل». وأشار «إلى إمكان استخدام ورقة المصالح المشتركة في التعامل مع قضية تدخلات دول الجوار في الشأن العراقي»، مشيراً إلى «وجود مصالح متبادلة بين العراق ودول الجوار كافة». الى ذلك حذر المدرس في الحوزة العلمية في النجف نصير البكاء من ان «معلومات عن تدخل عربي في الانتخابات المقبلة بشكل غير اخلاقي». وأضاف البكاء في تصريح الى «الحياة» ان «الدول العربية تحاول بأجنداتها السياسية الضيقة العمل على تغيير الخريطة السياسية العراقية عبر الانتخابات البرلمانية المقبلة»، مشيراً الى «التسابق المحموم للدول العربية مع غريمتها إيران وكذلك مع الأجندة التركية». وكان أمام جمعة النجف والقيادي في «المجلس الاسلامي الاعلى» صدر الدين القبنجي اتهم، في خطبة الجمعة الماضية «دولاً بانفاق بلايين الدولارات لتغيير قناعات الناس وخداعهم لسحب البساط من الغالبية، بإيجاد صراع شيعي شيعي، وسني شيعي، وعربي كردي، وهم يهدفون الى ارجاع الوجوه التي حكمت العراق سابقاً». وحذر من «انقلاب مخملي عبر صناديق الاقتراع».