قال قادة أمنيون ووجهاء محليون في شمال بغداد ان البحث جار، منذ ايام، عن «امير التفخيخ» في تنظيم «القاعدة». وهو مختص بنقل المتفجرات الى بغداد، وكان معتقلاً لعامين واطلقته القوات الاميركية حديثاً، ويشتبه في انه متورط في ادخال المتفجرات الى بغداد، وتفخيخ السيارات، بعدما «توفرت وسائل حديثة للتفخيخ يصعب كشفها». ووزعت مصادر امنية قوائم بمئات المفرج عنهم لإعادة اعتقالهم والتدقيق في ملفاتهم. وقال مصدر امني ل «الحياة» امس ان تنظيم «القاعدة» طور خلال الاشهر القليلة الماضية عمليات تفخيخ السيارات. واكد ان «التنظيم حصل على عبوات مخروطية الشكل مصنعة خصيصا لتفخيخ السيارات عبر العوادم التي لايمكن اكتشافها وتسمح بمرور تلك السيارات عبر نقاط التفتيش». واشار الى ان «التنظيم يحاول اعادة نشاطه من خلال التنسيق مع بعض فصائل حزب البعث، خصوصا جماعة الطريقة النقشبندية التابع لعزة الدوري». واوضح ان «الاجهزة الامنية والاستخبارية حصلت على معلومات مؤكدة عن عودة بعض قيادات القاعدة الى حاضناتها في مناطق غرب العراق مستغلين دعوة الحكومة العراقيين الى العودة، فضلا عن دعوات المصالحة مع البعثيين الذين لم تتلطخ ايديهم بدماء الابرياء». واضاف أن «بعض وجهاء المنطقة الغربية زودوا الاجهزة الامنية أسماء وصور القيادات التي فرت وتحاول الآن العودة. وسيساهم هذا في كشف خلايا القاعده». وكشف الشيخ خليل العمران، من وجهاء قرية الشيخ حمد في الطارمية (شمال بغداد) ان «امير التفخيخ «في تنظيم القاعدة المدعو طالب علوان عاود نشاطه الارهابي بمجرد ان اطلقته القوات الاميركية في بداية العام». واوضح العمران ان «علوان خضع لمراقبة ابناء القرية ممن يعملون في صفوف الصحوة وحين احس بالخطر فر الى مكان مجهول وتمكنا من الامساك بشقيقه فيصل الذي تم تسليمه الى القوات الامنية العراقية». واشار الى ان «فيصل خضع للتحقيق وتبين لنا خلال اعترافاته بأنه وشقيقه يمثلون دور الوسطاء بين القاعدة وبعض الجهات المصنعة للاسلحة الحديثة والتي يتم اعتمادها في تنفيذ نشاطاتهم». واكد «أن علوان يوصل شحنات الاسلحة الى القاعدة التي تتمركز في محيط بغداد ومنها الى داخلها». وكانت قيادة الشرطة في الانبار اعلنت اول من امس العثور على معسكر لتدريب عناصر «القاعدة» يطلق عليه تسمية «افغانستان العراق» وقال الرائد عبدالستار الحلبوسي «اعترافات عدد من عناصر القاعدة اعتقلوا في اليوم ذاته قادتنا الى المعسكر الذي كان مقرا رئيسيا للتنظيم ومكانا للتدريب خلال العام 2005 حتى نهاية العام 2007». واضاف ان «المعسكر الواقع بين واد محاط بتلال في منطقة حديثة غرب بغداد يمتد على مساحة كيلومتر مربع، ويبعد نحو 300 كلم غرب الرمادي». واكد ان «الزرقاوي كان مسؤولا عن النشاطات في المعسكر».