سانت بول (مينيسوتا)، نيروبي، مدريد - أ ب، رويترز، أ ف ب - قال الرئيس الصومالي شيخ شريف أحمد إن بلاده تواجه تحدياً من الإرهاب الذي وصفه بأنه «فكرة أجنبية»، وحض الجالية الصومالية على دعمه في جهده لجلب السلام الى بلاده التي تمزقها الحرب. وكان شيخ شريف أحمد الذي يزور الولاياتالمتحدة يتحدث يوم السبت خلال لقاء نظمته جماعة «كُتب لأفريقيا» وهي جماعة غير ربحية تشحن ملايين الكُتب التي يتم التبرع بها إلى دول أفريقية. ويجول الرئيس الصومالي على مدن أميركية تضم جاليات صومالية كبيرة بهدف حشد التأييد لجهوده من أجل السلام. وعلى رغم أن الرئيس أحمد لم يستخدم كلمة «الإرهاب»، إلا أنه أوحى بأن هذه المشكلة هي إحدى أكبر التحديات التي تواجهها بلاده. وقال عبر مترجم: «إن مشاكل الصومال ليست مشاكل عشائر تتقاتل مع بعضها اليوم». وأضاف: «إنها فكرة أجنبية تحاول أن تسيطر على الصومال. إنها فكرة أجنبية التي تتسبب في المشاكل في أنحاء مختلفة من العالم ... لذلك نطلب ألا يُترك الصومال يدافع عن نفسه وحده». وتتضمن زيارة الرئيس أحمد لمينيسوتا لقاءات خاصة مع قطاعات عدة من الجالية الصومالية. ويُتوقع أن يكون شارك أكثر من خمسة آلاف شخص أمس في لقاء حاشد مع الرئيس الصومالي الذي يُطالبه بعض أوساط الجالية بأن يحض على مكافحة عمليات التجنيد في صفوف الصوماليين للعودة إلى بلادهم والقتال إلى جانب المتمردين. وغادر نحو 20 صومالياً مينيسوتا للقتال إلى جانب حركة «الشباب» على ما يُعتقد. وقُتل ثلاثة منهم في الصومال. كما أقر ثلاثة صوماليين آخرين أمام القضاء الأميركي بتورطهم في نشاطات مرتبطة بالإرهاب. وفي نيروبي، قال وزير إن حكومة الصومال لن تتمكن من هزيمة المتشددين المرتبطين بتنظيم «القاعدة» لأن قوات البلاد ضعيفة للغاية وتفويض قوات حفظ السلام الافريقية يقتصر على المهمات الدفاعية. ويشن متمردو حركة «الشباب» الذين تقول واشنطن انهم يقاتلون بالوكالة عن تنظيم «القاعدة» في الصومال، حملة تمرد منذ عامين ونصف العام ضد الحكومة الهشة في مسعى لفرض تفسيرات متشددة للشريعة الإسلامية في أنحاء البلاد التي تسودها الفوضى. وقال وزير الداخلية الصومالي عبدالقادر علي عمر في مقابلة مع «رويترز»: «الصوماليون بمفردهم لا يستطيعون مواجهة هذه الجماعات. نحتاج إلى مساعدة دولية لتعزيز قوات الأمن الخاصة بنا لإعدادها للقيام بمعظم المهمة». وكان عمر نائباً لرئيس اتحاد المحاكم الإسلامية الذي أدار العاصمة مقديشو لفترة قصيرة عام 2006. وجرى الآن دمج الميليشيا الإسلامية المعتدلة التي ينتمي لها في قوات الأمن الحكومية. وأسفر القتال منذ بداية عام 2007 عن مقتل نحو 19 ألف مدني وأدى إلى نزوح 1.5 مليون شخص عن ديارهم. ويقصر وجود الحكومة على بضعة مبان في العاصمة بينما تحمي قوة تابعة للاتحاد الافريقي المواقع الرئيسية. واستهدف المتمردون قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي بهجمات انتحارية، لكن جدلاً حول تفويضها حال دون مشاركة القوة البالغ قوامها خمسة آلاف جندي وهم من اوغندا وبوروندي في أي هجوم كبير. وقال عمر: «من المهم إدخال تعديلات على قواعد الاشتباك الخاصة بقوة الاتحاد الافريقي حتى تستطيع لعب دور أنشط في البلاد». وناشد المانحين الدوليين الوفاء بالتزاماتهم بتقديم الدعم المالي حتى تستطيع الحكومة هزيمة المتمردين ومعالجة الكارثة الإنسانية التي تعانيها البلاد. وتابع: «نود أن نرى مزيداً من الدعم العملي من المجتمع الدولي وأن تتجاوز المساعدات مجرد الكلمات». وتبين أن بعض المانحين الدوليين يتحفظ عن تنفيذ الوعود التي قطعها للحكومة بذريعة أن المسؤولين الفاسدين يمكن أن يحولوا الأموال المخصصة لقوات الأمن إلى وجهات أخرى. ولا توجد في الصومال حكومة مركزية قوية منذ عام 1991 ومصادر الدخل الرئيسية للإدارة هي الموانئ الجوية والبحرية في مقديشو. وقال عمر: «نحن نعمل حقاً على الوصول إلى السبيل الأمثل للاستفادة من الدخل المحلي والعثور على حل للفساد في المؤسسات المركزية والمحلية». وأضاف الوزير خلال أول جولة له في الدول المجاورة منذ تعيينه في شباط (فبراير): «لقد أنشأنا لجنة تلعب دور هيئة لمكافحة الفساد تستطيع مساءلة من يسيء استغلال أموال الدولة». وكانت الولاياتالمتحدة أرسلت أسلحة للحكومة لكن هناك تقارير عن أن بعض الذخائر معروض للبيع في سوق الأسلحة في مقديشو وقد ينتهي به الأمر في أيدي المتمردين. كما اتُهم عمر وقواته بإمداد المتمردين بمعلومات وأسلحة، ووجّه إليهم اللوم في خطف ضابطي أمن فرنسيين هذا العام. لكنه قال: «كنت أعمل على تحقيق السلام في الصومال في الأعوام العشرة الأخيرة. كانت هذه مبادرة شخصية لانقاذ شعبي من العصابات الوحشية التي كانت تخطف وتسرق الممتلكات». وأضاف: «تطوعت بوقتي ووضعت كل جهدي من أجل تحقيق السلام في الصومال. فكيف يمكن أن أمثّل خطراً أمنياً على بلدي؟». لكن عمر قال إنه ليس مندهشاً من المزاعم، مؤكداً انها أكاذيب ملفقة من قبل خصومه. وقال: «هناك خيار واضح هنا ... إما أن تكون عضواً في الحكومة او متمرداً ... تقديم معلومات إلى المتمردين لاستهدافنا انتحار». وفي مدريد، أعلنت وزارة الدفاع الإسبانية الأحد أن فرقاطة تابعة للبحرية الإسبانية اعتقلت ليل السبت - الأحد اثنين من القراصنة الذين خطفوا الجمعة سفينة صيد التونة الإسبانية «الاكرانا» وعلى متنها 36 بحاراً. وأوضح الجنرال خايمي دومينغيث بوخ في مؤتمر صحافي أن الاعتقال تم بعيد مغادرة القرصانين سفينة الصيد وان الفرقاطة «كنارياس» لاحقتهما ثم اعتقلتهما. لكن الجنرال لم يوضح عدد القراصنة الذين بقوا على متن السفينة، في حين رجحت صحيفة «الباييس» ان يكون عددهم 13. وسفينة «الاكرانا» العملاقة لصيد التونة متوقفة في الساحل الصومالي تحت مراقبة فرقاطتين أرسلتا إلى المنطقة في اطار عملية «اتالنتي» الأوروبية لمكافحة القرصنة التي بدأت في كانون الأول (ديسمبر) 2008. وصرح أحد بحارة سفينة الصيد الإسبانية إلى إذاعة «كادينا سير» الإسبانية الخاصة الأحد بأن افراد طاقم السفينة «بخير» وذلك اثناء مكالمة هاتفية، موضحاً أن القراصنة سمحوا للبحارة باستخدام الهاتف لبضع دقائق للاتصال بأسرهم. وخطف قراصنة سفينة «الاكرانا» في المحيط الهندي بين الصومال والسيشل في هجوم ينذر باستئناف عصابات مسلحة عمليات القرصنة في هذه المنطقة مع انتهاء موسم الأمطار واغتنام فرصة هدوء البحر. وكانت السفينة خلال الهجوم تمارس الصيد في شكل غير شرعي «بعيداً» عن المنطقة المحمية.