فرض الواقع نفسه على النصراويين وفريقهم الكروي، فالعمل المتقن ينتهي بالنجاح دائماً، أو حتى بالقليل من النجاح، على أن تتجدد الآمال في مرات أخرى إذا ما تواصل ذلك العمل بالرغبة والهمة نفسيهما، لكن العمل الذي بدأه النصراويون، خصوصاً منذ ترأس الإدارة الحالية للنادي العالمي، وُجد به الكثير من الأخطاء، التي أدت في النهاية إلى زعزعة استقرار الكيان، وخسارة الألقاب الواحد تلو الآخر. وقد تكون خسارة الفريق من أبها في دوري المحترفين السعوديين كشفت النصر على حقيقته، والعمل الفردي الذي كلّف النصر الكثير من التخبطات، فالنصر عانى الأمرين هذا الموسم والموسم الماضي، بسبب وجود أنصاف اللاعبين الذين يقدم لهم النصراويون الملايين، وهم عاجزون عن تحقيق ذلك، حتى وهم في أنديتهم التي أخرجتهم إلى الساحة الرياضية، فكانت بداية الأخطاء انضمام خالد الشمراني وعبدالله الواكد، ولحق بهما المنسق من كشوفات الرياض إبراهيم مدخلي، وتكرر السيناريو هذا الموسم بعد التعاقد مع لاعب الطائي عبدالله حماد بنظام الاعارة، في مقابل 4 ملايين ريال كأعلى ثاني أكبر صفقة انتقال بنظام الإعارة بعد انتقال عبدالرحمن القحطاني للاتحاد في مقابل 8 ملايين ريال، وتواصل السقوط في التعاقدات الصفراء، وكان هذه المرة على صعيد اللاعبين الأجانب، إذ حملت الفترة الثانية من قيد اللاعبين الأجانب، تسجيل النصر للعماني حسن ربيع، في مقابل 850 ألف دولار لمدة ستة أشهر ولم يسجل حتى الآن أي هدف للفريق في كافة المواجهات التي شارك بها، قبل أن تتم الإدارة صفقة انتقال المصري حسام غالي، الذي سيكلّف الخزانة الصفراء 30 مليون ريال في السنوات الثلاث المقبلة، فالتعاقدات لم تأت بالجديد، باستثناء الثنائي يوسف الموينع والبرازيلي إيدير، اللذين حفظا ماء الوجه للنصراويين، وفشلهم الذريع هذا الموسم. ويبدو أن النصراويين مقبلين على صراعات جديدة، ربما تعيد ناديهم إلى نقطة الصفر، وكانت بداية الغيث قطرة بعد استقالة مدير الفريق طلال الرشيد، الذي يحمّله أنصار النادي جملة الأخطاء التي حدثت للفريق هذا الموسم، بعد إصراره على وجود أشباه اللاعبين في صفوف الفريق، وزاد الطين بلة سماحه للبرازيلي التون بالرحيل إلى بلاده، على رغم أن فريقه الكروي ينتظره أهم استحقاق في دوري المحترفين، فخسر الفريق الترشح لبطولة آسيا في النسخة المقبلة، وخسر قبل ذلك أنصاره، الذين باتوا يعدون على أصابع اليد الواحدة في مواجهات الفريق الأخيرة، بعد أن كانوا مضرب مثل في المساندة والولاء من بين جماهير الأندية السعودية.