أكد قاضي المحكمة العامة في جدة حمد الرزين الذي يتسلم غالبية قضايا العنف الجنسي التي ترد إلى المحكمة، أن بين يديه عدداً من هذه القضايا ينظرها حالياً، إضافة إلى قضايا نظرها وبت فيها سابقاً، مشيراً إلى أن نسبة ما تشكله قضايا العنف سواء ضد الأطفال أو النساء في السعودية ضئيلة جداً، «على رغم وجود «عينات» من تلك القضايا في المحاكم». وقال الرزين ل«الحياة» إن غالبية قضايا العنف الجنسي ما تكون مقترنة بقضايا أخرى مثل: المخدرات، أو تكون مقترنة بأمراض نفسية وعصبية، مشيراً إلى عدم وجود إحصائية رسمية توضح نسبة مثل هذا النوع من القضايا في السعودية. وكشف وجود نسبة قليلة من قضايا العنف الجنسي ضد الأطفال تحديداً، إضافة إلى ممارسة العنف ضد المرأة، من خلال تعرضها للاعتداء من قبل أحد محارمها، مشدداً في الوقت نفسه على أن قضايا العنف الجنسي ضد الأطفال أو النساء لا تشكل ظاهرة في المجتمع السعودي. ويأتي حديث القاضي الرزين في الوقت الذي ستشهد فيه محافظة جدة بعد غد (الإثنين) مناقشة موضوع «العنف الجنسي» ضد الأطفال في السعودية من خلال ورقة عمل ستقدم في منتدى العنف الأسري الذي سينطلق بعد غد (الإثنين)، على يد أحد الاختصاصيين المدعوين في المنتدى. ومن المقرر أن يناقش المنتدى الذي ينعقد بتوجيه من النائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز وأمير منطقة مكة الأمير خالد الفيصل عدداً من أوراق العمل تتعلق بالعنف الأسري. وسيعقد لقاء صحافي مع المدير العام للشؤون الاجتماعية في منطقة مكةالمكرمة الدكتور علي الحناكي اليوم (السبت)، للحوار حول منتدى وورش العنف الأسري الذي سينفذ في الغرفة التجارية الصناعية في جدة. وكانت دراسة ميدانية في السعودية كشفت أن التصوير الفاضح أكثر أشكال العنف الجنسي انتشاراً في البلاد، يليه إكراه الزوجة على الجماع، فيما جاء دفع القريبات للتكسب عبر ممارسة أعمال غير أخلاقية، وكذلك إكراه الزوجة على الجماع بطرق محرمة وهو الأقل انتشاراً. وأوضحت الدراسة التي أجراها مركز رؤية للدراسات الاجتماعية وشملت 2040 شخصاً من مختلف المناطق في السعودية أن 21 في المئة ممن شملتهم الدراسة أن التسجيل والتصوير الفاضح الأكثر انتشاراً في المجتمع. يذكر أن أنواع العنف تتضمن بينها «العنف الجنسي» وهو تعرض الطفل لأي نوع من أنواع الاعتداء أو الأذى الجنسي، ومنها الاتصال الجنسي، وهو قيام فرد راشد باتصال جنسي مع طفل، وسفاح الأقارب وهو قيام أحد الأبوين أو أحد الأقارب بعمل علاقة جنسية مع أحد أطفالهم، والاغتصاب، والشذوذ الجنسي، والتحرش الجنسي، والاستغلال الجنسي، وإجبار الطفل على مشاهدة صور أو أفلام إباحية. ورصدت آخر الإحصاءات التي سجلتها لجنة الحماية في وزارة الشؤون الاجتماعية للعنف والإيذاء الأسري على مستوى السعودية وصولها إلى 516 حالة منها 56 حالة من الذكور، و 460 حالة من الإناث، إذ سجلت منطقة الرياض أعلى نسبة لحالات الإيذاء الأسري وبلغ عددها 177 حالة، فيما سجلت منطقة مكةالمكرمة 149 حالة، في حين سجلت المنطقة الشرقية 66 حالة.