شارك أكثر من 30 ألفاً من فلسطينيي العام 1948 ومعهم مئات من المحسوبين على القوى اليسارية اليهودية في تظاهرة كبرى نظمتها أمس في قرية عرابة الجليلية «لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية» في إسرائيل في الذكرى السنوية التاسعة لهبّة الجماهير الفلسطينية في الداخل تضامناً مع الانتفاضة، وهي أيضاً ذكرى استشهاد 13 شاباً عربياً من الداخل برصاص قوات الأمن الإسرائيلية التي قمعت التظاهرات التضامنية، بأوامر مباشرة من رئيس الحكومة في حينه إيهود باراك، بالرصاص الحي. واعتبرت لجنة المتابعة التظاهرة والإضراب العام الذي عمّ أنحاء البلدات العربية، خصوصاً المحال التجارية والمدارس والمؤسسات الأهلية، مناسبة لإطلاق صرخة المواطنين ضد استشراء العنصرية الرسمية ضدهم التي تمثلت، ضمن أشياء أخرى، في سن عدد من القوانين العنصرية. ونجحت ضغوط اللحظة الأخيرة التي مارستها الحكومة الإسرائيلية على سفراء دول أجنبية في تل أبيب في منع مشاركتهم المقررة في التظاهرة الاحتجاجية. ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية والأعلام السود ورددوا هتافات تمجد الشهداء وتؤكد التمسك بالثوابت الفلسطينية وتندد بالعنصرية وب «إسرائيل دولة الإرهاب». واعتبر رئيس «التجمع الوطني الديموقراطي» النائب جمال زحالقة أن «جرح أكتوبر 2000 لم يندمل». وقال: «سنواصل ملاحقة المسؤولين عن قتل أبنائنا... في غياب العدل في إسرائيل، وبعد قرار المستشار القضائي للحكومة مناحيم مزوز عدم تقديم أي مسؤول أو حتى شرطي للمحاكمة بقتل الشباب العرب، سنبحث عن العدالة في العالم وستتحقق هذه العدالة. العنصرية ارتقت درجة ونضالنا ضدها وضد العنصريين سيرتقي درجتين». وأضاف: «نريد أن نضيف الضحايا ال 13 إلى لائحة الاتهام ضد باراك». من جهته، قال رئيس «الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة» النائب محمد بركة إن نجاح الإضراب والتظاهرة «يبعث برسالة مهمة إلى الحكومة الإسرائيلية وقادة السياسة العنصرية المنتهجة ضد المواطنين العرب منذ عشرات السنين». وحذر من أن يقود استفحال العنصرية ضد المواطنين العرب إلى «انفجار في أوساط الجماهير العربية».