باريس - أ ف ب - اكد زعيم السلطات العسكرية الانقلابية في غينيا موسى داديس كمارا انه «لا يسيطر على الجيش» في محاولة للحد من مسؤوليته في القمع الدموي لتظاهرة في كوناكري، وذلك في تصريح لاذاعة «اوروبا 1» الفرنسية امس. وقال كمارا: «تخطاني الحدث. انا لا اسيطر على كامل عمليات هذا الجيش. والقول انني اسيطر على الجيش هو بمثابة غوغائية». وأكد كمارا انه ورث «ارثاً عمره نصف قرن، جيشاً يستطيع عريف فيه ان يرفض الانصياع لعقيد او جنرال». واتهمت السلطات الغينية بقتل 157 شخصاً على الاقل وممارسة اعمال وحشية اثناء قمعها تظاهرة في كوناكري الاثنين، احتجاجاً على ترشيح محتمل لزعيم السلطات العسكرية الانقلابية للانتخابات الرئاسية في كانون الثاني (يناير) المقبل. وزار كمارا الثلثاء مستشفيين في كوناكري وعاد الجرحى، ملقياً مسؤولية اعمال العنف على المعارضة. ودانت فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا والسنغال والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والاتحاد الافريقي والمجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا اعمال العنف التي وقعت في البلد. وقررت فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة في غينيا، تعليق تعاونها العسكري مع هذا البلد واعادة النظر في مجمل مساعداتها بعد عملية القمع التي وصفت ب «الوحشية والدموية». ويجتمع الاتحاد الاوروبي بطلب من باريس «لبحث التدابير الاضافية التي قد تتخذ قريباً». وكان الاتحاد الاوروبي قرر اواخر تموز (يوليو) الماضي، وضع غينيا تحت الرقابة لمدة سنتين والاستمرار في تجميد مساعداته التنموية بانتظار عودة دولة القانون بعد انقلاب كانون الاول (ديسمبر) الماضي ومقتل الرئيس لانسانا كونتي الذي تولى رئاسة البلد طيلة 24 سنة.