تتوقع اسرائيل والادارة الاميركية صراعاً محتوماً بينهما في ظل اتساع الخلاف في شأن عملية السلام، والذي ينتظر أن يعلن عن نفسه خلال اللقاء المتوقع بين الرئيس باراك اوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في واشنطن الشهر المقبل. (راجع ص 4) ولهذا الخلاف الذي يتعلق اساسا برفض اسرائيل حل الدولتين ومقررات مؤتمر انابوليس ووقف الاستيطان، مؤشرات كثيرة تعكسها تصريحات الجانبين والتحركات التي تجري وراء الكواليس. وفي هذا الصدد، افادت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية ان الادارة الاميركية شرعت منذ ايام في الاستعداد لمواجهة تبدو حتمية مع حكومة نتانياهو، وتحديدا منذ اعلان وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان «موت انابوليس» وتأكيده ان الحكومة الجديدة ليست ملزمة التفاهمات التي اقرت فيه. واوضحت الصحيفة ان موظفين كبارا في ادارة اوباما اجتمعوا اخيرا مع أعضاء كبار في الكونغرس في الحزب الديموقراطي من المعروفين بتأييدهم لاسرائيل بهدف «تهيئتهم» لاحتمال حدوث «خلاف غير مسبوق في حدته» في الرأي مع اسرائيل في شأن عملية السلام. وذلك في خطوة تهدف الى احباط اي محاولة من نتانياهو للالتفاف على الادارة الاميركية من خلال النواب المؤيدين لاسرائيل داخل الكونغرس، والذين ابلغوا ان اوباما ملتزم امن اسرائيل ويعتزم تنفيذ اتفاق المساعدات العسكرية للدولة العبرية «لكنه يرى في حل الدولتين جزءا مركزيا من سياسته الشرق الاوسطية، وعليه فانه يعتزم مطالبة نتانياهو باحترام التزامات الحكومات الاسرائيلية السابقة جميعا، وفي مقدمها الدولة الفلسطينية وتجميد الاستيطان وتفكيك البؤر العشوائية وتقديم مساعدات امنية واقتصادية للسلطة». في الوقت نفسه، كررت وزارة الخارجية الاميركية علنا معارضتها اسلوب طرد الفلسطينيين من منازلهم وهدم منازل آخرين في القدسالشرقية، واعتبرت انه عقاب «غير بناء»، داعية الى عدم اتخاذ اجراءات يمكن ان تزيد من حدة التوتر في المنطقة. واقر نائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني ايالون امس بأن «هناك خلافات» بين الادارة واسرائيل، لكنه نفى وجود «احتكاكات»، مشيرا الى ان الادارة الاميركية تدرك ان اي حكومة جديدة في اسرائيل «تعطي لنفسها الوقت لاعادة تقويم سياستها». في الوقت نفسه، رد ليبرمان على تصريحات اوباما عن الدولتين مطالباً «الجهات الاجنبية» بوقف الضغط على اسرائيل، وقال: «ليمنحونا الوقت لبلورة خطة سياسية جدية ومسؤولة». ويبدو ان الخلافات مع اسرائيل اتسعت لتضم دولا غربية اخرى، اذ اقرت مصادر في الحكومة الالمانية ضمنا بوجود خلاف مع الحكومة الاسرائيلية بسبب رفضها مقررات انابوليس، وهو خلاف ادى بحسب مجلة «دير شبيغل» الالمانية الى ارجاء اجتماع مشترك بين اعضاء حكومتي البلدين كان مقررا مطلع حزيران (يونيو) المقبل في برلين.وقالت المصادر ان هذا الوضع تسبب بعدم نشر فحوى برقية التهنئة التي ارسلتها وزارة الخارجية الالمانية الى ليبرمان والتي تضمنت تحذيرات من مغبة رفض حل الدولتين. في هذه الاثناء، هاجم المستوطنون اليهود قرية صافا قرب الخليل في الضفة الغربية، في ساعات الصباح الاولى وعاثوا فيها فسادا واشتبكوا مع المواطنين الذين اصيب 11 منهم، جراح احدهم خطيرة، قبل ان يتدخل جنود الاحتلال لتفريق الفلسطينيين، علماً ان القرية تتعرض منذ ايام لعمليات دهم عقب هجوم نفذه مجهول على مستوطنة «بات عين» ادى الى مقتل فتى اسرائيلي من المستوطنة، فيما فر المهاجم ولم تعرف هويته.