ترتفع حدة الإثارة والندية إلى أعلى درجاتها مع دخول الجولة الرابعة من دوري زين السعودي للمحترفين بإقامة المواجهة التنافسية بين الغريمين الهلال والنصر، فيما يلتقي القادسية والوحدة في المباراة الثانية على ملعب الأول. الهلال – النصر مواجهة صعبة جداً لكلا الفريقين في مشوارهما نحو المنافسة على لقب الدوري، خصوصا أن المواجهة جاءت باكرة جداً، فالهلال صاحب التسع نقاط يتطلع إلى مواصلة مطاردة الاتحاد على اعتلاء قمة هرم الترتيب، والنصر يحاول جاهداً تضميد جراحه بعد الخسارة الأخيرة أمام الشباب وتسجيل بداية جديدة لدخول دائرة المنافسة بعد غياب دام سنوات عدة. لقاءات الفريقين ذات طقوس خاصة لا تعترف بالفرضيات ولا عوامل النقص أو تراجع الأداء الفني، ودائماً ما تختلف استعدادات الطرفين عن أية مباراة أخرى، فكل فريق يستعد على طريقته الخاصة سعياً للظفر بنتيجة أغلى مباراة في مقاييس الفريقين وغالباً ما تشهد الاستعدادات حضوراً شرفياً كبيراً ورصد مكافأة ضخمة تحفيزاً للاعبين لكسب جولة التحدي ومباراة كسر العظم. أما على الشق الفني فالمباريات التنافسية لا تخضع لأي مقاييس أو معايير معينة، والإعداد النفسي أهم بكثير من الفني، والتاريخ يؤكد أن التكهن صعب وصاحب الظروف الصعبة غالباً ما يتغلب على جاهزية الخصم، والفريق الهلالي كانت له الكلمة العليا في مواجهات السنوات الأخيرة إلا أن أداءه في الجولة السابقة أمام الوحدة لم يكن مقنعاً لمحبيه على رغم تحقيق الفوز، وتعاني الخطوط الزرقاء من ضعف في منطقة المناورة بسبب عدم الثبات على التشكيل إلى جانب غياب خالد عزيز، واجتهادات السويدي ويلهامسون وتحركاته الدائمة لا تجد المساندة الكافية لمجاراة الخصوم، فيما يشكل ياسر القحطاني وعيسى المحياني قوة ضاربة في الخطوط الأمامية متى ما وجدا المشاركة الفاعلة من ظهيري الجنب عبدالله الزوري والكوري لي يونج ، ويحتفظ المدرب البلجيكي غيريتس بأحمد الصويلح كورقة رابحة يزج به في الشوط الثاني، فيما يفتقد الفريق لخدمات صانع اللعب البرازيلي نيفيز للإصابة. أما على الطرف الثاني، فالنصر يدخل المباراة بروح عالية جداً بعد التعديلات التي شهدها الفريق هذا الموسم من خلال ضم أسماء بارزة في مقدمها المخضرم حسين عبدالغني والشاب محمد السهلاوي، وباتت الجماهير الصفراء تتطلع إلى عودة فريقها إلى سماء الانتصارات في مواجهات الغريم التقليدي في البطولات الكبرى، ويدرك المدرب الأورغوياني ديسلفا صعوبة الموقعة، لذا سيكون في غاية الحيطة والحذر في التعامل مع مجريات اللقاء، كما أنه سيجري العديد من التعديلات على قائمة الفريق الأساسية بعد الخسارة السابقة أمام الشباب، ومن المنتظر أن يستعين بالشاب خالد زيلعي باكراً، خصوصاً أنه قدم مستويات لافتة في منافسات كأس الاتحاد، كما أن عودة الثلاثي سعد الحارثي وحسين عبدالغني وأحمد البحري ستكون دعامة قوية لصفوف الفريق. المدرب النصراوي ديسلفا يحرص دائماً على فرض الهيمنة على مناطق المناورة واقتحام حصون الخصوم من الأطراف كافة مستفيداً من حيوية محمد السهلاوي في الخطوط الأمامية، كما أنه سيستعين بظهيري الجنب لمساندة الهجمة، إلا أن الكرات المرتدة في معظم الأحيان ما تشكل خطورة بالغة على المرمى الأصفر لتواضع قدرات متوسط الدفاع وتأخر عودة ظهيري الجنب. الموقعة نارية والحضور الجماهير ميزة دائمة، كما أن الانتصار له نكهة خاصة والخسارة أكثر مرارة، لذا لن تخلو التسعون دقيقة من الإثارة والندية ومن دون شك أن الجماهير الرياضية عامة وجماهير الفريقين خاصة على موعد مع سهرة كروية من العيار الثقيل. القادسية – الوحدة يسعى الفريق القدساوي إلى استثمار أفضلية الأرض والجمهور وتحقيق الفوز الأول له في دوري الكبار بعد أن خسر أمام الهلال والاتحاد وتعادل مع نجران ما جعله يقبع في مراكز المؤخرة باكراً، والمدرب التونسي عمار السويح الذي تولى المهمة التدريبية أخيراً يسعى إلى إعادة ترتيب الخطوط مجدداً بعد أن حصد أول نقطة أمام نجران في الجولة السابقة. أما الفريق الوحداوي فيدخل المباراة برصيد نقطتين اثر تعادله مع الاتفاق والشباب وخسارته أمام الهلال، والخطوط الحمراء تلعب بحماسة عالية جداً، والمدرب البرتغالي قوميز وفق كثيراً في إعادة الروح للكتيبة الحمراء، ويعتمد قوميز على نقل الهجمة السريعة بفضل تواجد الشابين مختار فلاتة وسلمان الصبياني، ومن خلفهما يوسف قديوي وخالد الحازمي.