أكد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة لجهة تحديد مصير جهود المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية التي ترعاها بلاده وتحديد ما إذا كان ممكنا «بناء موقف فلسطيني متحد، أم أن هذا الانقسام سيستمر فترة طويلة». وكشف في مقابلة مع «الحياة» أن «هناك اتصالات مصرية - سورية غير مُعلن عنها»، لمحاولة «الالتقاء على أرضية مشتركة» في ما يخص الملفين الفلسطيني واللبناني. وقال أبو الغيط إن مصر «تؤيد أي خطوات تؤدي إلى استرخاء في العلاقات السعودية - السورية»، لأن «لهذا انعكاساته على مجمل الوضع العربي، تحديداً في لبنان. وهذا أمر نؤيده ونشجعه». وحذر من أن الوضع اللبناني «أصبح عنصر ضغط يحتاج الى معالجة سريعة». ورصد «اهتماماً إيرانياً - أميركياً بتهدئة المخاوف العراقية» في الأزمة مع سورية، مع «محاولة لإقناع العراق بعدم الدفع» بطلب إنشاء محكمة دولية للتحقيق في تفجيرات بغداد. ووصف خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنه «مهم للغاية لأنه يحدد الأولويات التي ستتمسك بها الولاياتالمتحدة في مفاوضات المرحلة النهائية»، لافتاً إلى ذكر أوباما الحدود والقدس. وحذر من الوقوع في «فخ العراقيل التي تضعها إسرائيل لاستفزاز العرب» ودفعهم إلى التوقف عن التحرك نحو المفاوضات. وشدد على أن وزراء خارجية لجنة متابعة المبادرة العربية للسلام «لم يكلفوا أحداً بطلب خطاب ضمانات من الرئيس الأميركي»، رغم طرح الفكرة، رداً على مصادر ذكرت أن اللجنة كلفت رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم آل خليفة طلب خطاب الضمانات. وأكد أبو الغيط أن «من الخطورة بمكان أن نقول إن العرب يطلبون أو أن الفلسطينيين يطلبون، ثم لا يأتيهم ما طلبوا... كل هذا تفكير بصوت عال ومشاورات». ووصف العلاقات المصرية - الإيرانية بأنها «هادئة ولا يوجد أي احتدام» فيها. لكنه حذر اللبنانيين من «مخاطر السماح لأي أطراف أجنبية» باللعب على الساحة اللبنانية، «متصورة أنها قادرة على التأثير في الشأن اللبناني وبالتالي التأثير في مصالحها الخاصة مع القوى الغربية». وفي ما يخص دارفور، تمسك أبو الغيط بموقف رافض لمذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس السوداني عمر البشير. وقال إن «هذا الاتهام رفضه الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية، ومصر لا توافق عليه، لأننا نرى أن هناك تسييساً في هذا القرار». وشكك في أن تتخذ المحكمة الجنائية الدولية «إجراءات تجاه ما قامت به إسرائيل في غزة، على نمط ما فعلت مع السودان». وانتقد التدخل الغربي لإفشال المرشح المصري لرئاسة «اليونيسكو» الوزير فاروق حسني.