تأخذ مباشرة الموظفين بعد إجازة ليست بالطويلة حيزها المعتاد من قائمة الأخبار المحلية ومعها يرتبط الخبر المرادف الذي يشبه الوجه الآخر لعملة الخبر الواحد، وهو تكثيف هيئة الرقابة العامة لجولاتها الرقابية على القطاعات الحكومية وكشف التسيب أو التسرب وحالات الغياب التي التصقت عادة بالجزء لا الكل من موظفي القطاع الحكومي، وأنا هنا وللصالح العام أقترح إلغاء الجولات من جدول المتابعة للهيئة، خصوصاً في اليوم الأول لما بعد الإجازة، خصوصاً حين تمتلئ الساعات المبكرة منه بلقاءات حارة وتبادل للتهاني وجولات متبادلة متنقلة لينتفي بهذا الهدف من الجولات ويصبح معدوماً، ولأكن أكثر مجاملة يصبح شكلياً غارقاً في المجاملة، ومجرد حالات إقناع للمطالبين بالمتابعة. اليوم الأول من العمل الحكومي بعد فاصل الاستراحة القصير يعيد دورة التنفس العملية، ويتأرجح فيه العامل النفسي الذي يبلغ منصة تتويجه على صعيد الابتسامة والروح المرحة ويتواجد في يوم بؤسه على مستوى الالتفات للعمل وساعات الدوام التي تحسب للطول الممل حين يصبح النظر الدائم المتواصل للمعصم الأيسر منظراً مألوفاً. رؤيتي الشخصية البحتة تقول أن يترك اليوم الأول بكل ملامحه وابتساماته وسعادته بلا زيارات ومتابعات ويستبعد من الجولات بل يحذف من جدولة الهيئة الرقابية بالكامل، فالكل سيكون موجوداً في أرقى ملبس وأفضل حال ولن نفقد أحداً في اليوم الأخف عملاً على مدار العام، لكن لتتغير بوصلة الرقابة لليوم الأخير من الأسبوع ذاته أو المنتصف من الشهر وتكثف الرقابة على الحضور لليوم الثاني، أو ورقة الانصراف لليوم ذاته، الرقابة على الموظفين تحتاج إلى تفعيل حقيقي لا مجرد الاكتفاء بإشارة من المسؤول الإداري، أو انتقاء عشوائي لما هو معلوم مسبقاً أنه سيأخذ العلامة الكاملة في شهادة النجاح، تكثيف الرقابة ليس مطلباً شكلياً حتى وإن أسعفت الأرقام لحظتها بعدد متسيب أو غائب لا يمكن إغفاله لكنه لا يمثل الرقم الأبرز في توقيت أكثر نوماً وبعداً عن أعين الرقابة، وفي حالة ما كان التكثيف يستهدف توقيت الانجاز المطلوب وبجولة مفاجئة لم يعتد عليها الكل ويتهيأ لها بالوجه المبتسم والقلم الأنيق الذي لا يتطابق لونه مع آخر ولا يمكن أن تجده موجوداً باللمعة ذاتها في أكثر من مربعين فسنكون داخل مربع النجاح بالضبط. لتتأجل الزيارات ليوم واحد فقط، فربما تختلف الحسبة وتنقلب معادلة المجاملة حتى نقرأ مع التكثيف المفاجئ في الخبر المحلي القادم جولة رقابية غير مهيأ لها، ودون أن ترتبط بإجازة مسبقة يكون فيها الروتين الحكومي مجازاً على مستوى الانجاز لا على مستوى الأفراد، الجولة المفاجئة المكثفة هي من سيكشف المستور لا أن تُنْتَظَر الجولة والزيارة وقد تم التوقع المسبق لها لستر المكشوف، لنقرأ في خبر محلي قريب عن يوم أول مفتوح بلا متابعة بعد كل إجازة ومن ثم متابعة صارمة لا تحتمل تبادل التهاني، أو تعكير جو الفرحة للأيام القادمة وبعشوائية تامة، لنتهيأ أن ينفصل الخبر المحلي السابق لخبرين، الأول يقول «سيباشر الموظفون الحكوميون عملهم في يوم مفتوح ودورة حياة جديدة بدءاً من الغد»، فيما الثاني يقول «تطبق هيئة الرقابة متابعة مفاجئة ومباغتة لأداء الموظفين الحكوميين والوقوف على سجلات حضورهم وانصرافهم وتحديداً في نهاية الأسبوع». [email protected]