شهدت الطرقات التي تربط بين القرى والمدن، ارتفاعاً في مؤشر الإصابات والوفيات، التي راح ضحيتها في الآونة الأخيرة، «معلمات وطالبات»، نتيجة حوادث مرورية لا ناقة لهن فيها ولا جمل، إذ شهد طريق الجنوب الرابط بين محافظة الطائف والباحة صباح أمس، وقوع حادثة مرورية ل22 طالبة جامعية، خلال توجههن من مركز قياء الواقع جنوبي المحافظة على بعد 70 كيلومتراً إلى جامعة الطائف، فيما تعرضت مركبة نقل معلمات أمس، لحادثة مرورية بطريق (تبوك – المدينة) في قرية المليليح، نتجت منها حالة وفاة وإصابة ستة آخرين. وأرجع المتحدث الرسمي في إدارة مرور الطائف المقدم علي المالكي سبب الحادثة وفقاً لسجلات التخطيط، إلى خروج مركبة من نوع (فورد) من طريق فرعي إلى الطريق الرئيس، يقودها شاب في العقد الثالث من عمره، واعتراض المركبة التي تقل الطالبات التي تسير في مسارها بصورة صحيحة، ما أدى إلى وقوع الحادثة. وقال في حديثه إلى «الحياة»: «إن النتائج التحليلية أظهرت أن قائد المركبة (الفورد) سيتحمل نسبة الخطأ التى قد تصل إلى 100 في المئة، وما يترتب على ذلك من تعويضات حال مطالبة المتضرر، وطالما أن قائدي المركبات التي تقوم على نقل الطالبات لديهم رخصة قيادة سواء الخاصة أو العمومي التي تتطلب بعض الإجراءات مثل الفحص الطبي وموافقة الأدلة الجنائية، فهم مؤهلون مرورياً لمزاولة المهنة». من جهتها، كشفت جامعة الطائف عن توجهها إلى الحد من هذا النزيف الدموي على الطرقات عبر التعاقد مع إحدى الشركات المختصة في النقل لتولي مهام نقل الطالبات من وإلى الجامعة. وأوضح المتحدث الرسمي مدير العلاقات العامة في جامعة الطائف الدكتور عبدالرحمن الطلحي خلال حديثه إلى «الحياة» أن موضوع التعاقد مع الشركة مازال قيد الدرس، مبيناً أن الجوانب الخاضعة للدرس هي وضع خريطة على مستوى المحافظة والقرى والهجر التابعة تتضمن نقاط تجمع الطالبات وتخصيص مسارات وسائل النقل، وتتجاوز بنود العقد إلى متابعتها بواسطة التقنية الحديثة ومعرفة سرعتها وتحديد مواقعها في وقت قياسي لا يتجاوز أجزاء من الدقيقة. وأضاف: «إن اختيار أولياء أمور الطالبات للسائقين يقوم على الثقة، ونحن نسعى إلى تقنينه في صورة مضمونة وفق شروط تشمل السن الذي يؤهل لقيادة المركبة وحسن السيرة والسلوك وتوافر وسائل السلامة في المركبة التي يشترط أن تكون من الموديلات الحديثة وغيرها. بدوره، أكد المتحدث الرسمي بصحة الطائف سراج الحميدان أن إدارة الطوارئ والأزمات أعلنت حالة الاستنفار فور تلقي البلاغ عن الحادثة، وشاركت تسع فرق طبية من المستشفيات والمراكز الصحية، إضافة إلى فرق الهلال الأحمر في نقل الحالات إلى ثلاث مستشفيات، شملت مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي ومستشفى الملك فيصل، في حين تم نقل خمس حالات إلى مستشفى قياء العام. وأفاد بأن قائد (الفورد) تم تنويمه في مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي في حالة حرجة جداً، موضحاً أن الحادثة خلفت 22 إصابة من بينها 20 طالبة جامعية، تراوحت إصاباتهن بين البالغة والطفيفة. من جهة أخرى، تعرضت مركبة نقل معلمات صباح أمس، لحادثة مرورية بطريق (تبوك – المدينة) في قرية المليليح، نتجت منها حالة وفاة وإصابة ستة آخرين. وأوضح المتحدث الرسمي بهيئة الهلال الأحمر السعودي في منطقة المدينةالمنورة خالد السهلي أن عمليات الهيئة تلقت صباح أمس، بلاغاً من عمليات أمن الطرق يفيد بوقوع حادثة لمركبة نقل معلمات بطريق تبوكالمدينة أمام مرور قرية اللحن، وعلى الفور تم توجيه ثلاث فرق إسعافية وفريق التدخل السريع والإسعاف الجوي. وأضاف في بيان صحافي أمس: «عند الوصول إلى الموقع، اتضح وجود ست إصابات متنوعة الخطورة وحالة وفاة واحدة وتم عمل اللازم للحالات حسب البروتوكولات الإسعافية للتعامل مع مثل تلك الحالات ومن ثم تم نقلها إلى مستشفى الملك فهد بالمدينةالمنورة». وأفاد السهلي بأن تصنيف الحالات كالتالي، حالتان خطرتان إحداها لسائق المركبة، وحالتان متوسطتان وحالتان بسيطتان وحالة وفاة بالموقع، وتم نقل جميع الحالات من طريق الفرق الإسعافية والإسعاف الجوي ما عدا الحالتين البسيطتين تم نقلهما من طريق ذويهما. ...وأولياء الأمور يطالبون بوقف نزف الطرق طالب أولياء أمور الطالبات اللاتي تعرضن للحادثة المرورية الجهات المسؤولة عن التعليم العالي، بتخصيص فروع للكليات في القرى الواقعة جنوبالطائف، للحد من الحوادث المرورية وتوفير بيئة تربوية آمنة بعيدة عن القلق من مخاطر الطريق. وأوضح ولي أمر إحدى الطالبات التي تعرضت لكسور في القفص الصدري حسن المتعاوني خلال حديثه إلى «الحياة» أن عدد الطالبات في هذه القرى يصل إلى 1000 طالبة، مبيناً أن هذا العدد جدير بهذه المنشآت التعليمية. ويوافقه الرأي سعد الحارثي (ولي أمر طالبة)، الذي أكد خلال حديثه إلى «الحياة» أن غياب وسائل نقل مئات الطالبات بمركز قياء والمراكز المجاورة التي تشمل شقصان وغزائل والصور وغيرها من القرى والهجر، يشكل قلقاً لأولياء الأمور، والذي يستمر من الصباح حتى عودتهن مساء، مطالباً بوضع حد لهذه المعاناة التي وصفها بمؤشرات لفاجعة مقبلة.