شدد رئيس مجلس أمناء مؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز على أن الإرهاب أتاح لأعداء الأمة أمضى سلاح يشهر في وجه الإسلام والمسلمين، مشيراً إلى أن على علماء ومفكري الأمة ومثقفيها أن ينيروا الطريق للشباب نحو حياة البناء والارتقاء لا حياة الهدم والتدمير، ويحثوهم على نبذ العنف ويكرّهوا إليهم التطرف. وقال: «إن الإرهاب الذي يبدد الأمن والأمان التدمير دستوره، والقتل بلا حدود هدفه، والعمل في الخفاء والغدر في الظلام هما وسيلتاه، لم تسلم منه أمة ولا دولة، فالإرهاب حتى الآن في كثير من الدول يسرح ويمرح، والتشديد والتضييق على الناس يتفاقمان، والتعصب والتطرف يتسعان (...)، والأعداء يصفقون ويشجعون، فأضحى بأس المسلمين بينهم أشد بكثير من بأس أعدائهم عليهم». (نص الكلمة) وأوضح الأمير خالد بن سلطان في كلمة له لمناسبة توزيع جوائز مسابقة الأمير الراحل سلطان بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية على مستوى دول آسيان والباسفيك في العاصمة الإندونيسية جاكرتا وفي حضور الرئيس الإندونيسي الحاج سويسلو يودويونو أمس، أن من المؤكد أن الحد من العمليات الإرهابية رهن بالقضاء على العوامل الدافعة إلى ارتكابها، وقال: «لا شك في أن هذا لا يقع على عاتق دولة بعينها، لكنه يقع كذلك على عاتق المجتمع الإقليمي، الذي يغض البصر وهو يظن أنه في منأى عن ذلك الإرهاب، وكذلك على عاتق المجتمع الدولي والمنظمات الدولية، من دون تحيز أو ممالاة للدول الراعية للإرهاب، مشدداً على أن على المؤسسات الاجتماعية والأمنية تفعيل القوانين والاتفاقات المحلية والعالمية كافة لمحاربة الإرهاب. وشدد الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز على أن منهج والده الأمير سلطان بن عبدالعزيز في الحياة الدعوة إلى وسطية الإسلام، لافتاً إلى أن والده يرى أن الوسطية لا تعني التشدد كما لا تعني التفريط، بل إنها دعوة إلى مبدأ التوازن، مشيراً إلى أن الإسلام الصحيح تطبيق عملي لوسطيته في كل القضايا الدينية والدنيوية، العبادات والمعاملات، بمعنى لا إفراط ولا تفريط، فالوسطية تغلق أبواب التطرف إيجابياً كان أم سلبياً. وأشار الأمير خالد بن سلطان إلى أن والده كان شديد الاهتمام بالأحاديث النبوية التي تركز على المعاملات، وكان يرى أن هذا ما ينقصنا حقيقة، شرط أن يكون الاختيار في هذا المجال لأحاديث صحيحة المتن والإسناد، وقال: «كان والدي يرى أن ما هو أهم من ذلك، أن تزرع الأحاديث من خلال حفظها وفهمها ثقافة العمل بها، فنحن لا نريد لأبنائنا أن يحفظوا الأحاديث من دون فهمها والعمل بها». وكان الأمير خالد بن سلطان حيا في مستهل كلمته إندونيسيا التي يعيش في كنفها أكبر عدد من المسلمين في العالم، مشيراً إلى أن التعايش بين المسلمين وأتباع الديانات الأخرى في إندونيسيا يعتبر نموذجاً للتسامح الإسلامي، وقال: «لا عجب في ذلك فإن سماحة الإسلام جعلت المعايشة أمراً طبيعياً، سهلاً وميسوراً، لا تعقيد ولا مشاحنات، ولا تكفير ولا عدوان». من جهة ثانية، رحّب الرئيس الإندونيسي، في كلمة له خلال رعايته الحفلة الختامية لمسابقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية لدول آسيان والباسفيك، برئيس مجلس أمناء مؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخيرية الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، وبضيوف المسابقة والمشاركين، وقال: «أحمد الله وأشكره سبحانه وتعالى الذي أنعم علينا بالفرصة والقوة لمواصلة أعمالنا للمجتمع وللدولة، وباسم الدولة والحكومة وباسمي شخصياً أهنئ وأرحب بالمشاركين في المسابقة، سواء من قدموا من أنحاء الوطن الإندونيسي أم القادمين من الخارج». الرئيس الإندونيسي يقود عربة وإلى يمينه الأمير خالد بن سلطان في ختام مسابقة الأمير سلطان لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية السنوية لدول آسيان والباسفيك. (واس)