أبلغ «الحياة» مصدر مطلع على مسار التحقيقات في قضية اختفاء «السبعيني»، الذي عثرت عليه شعبة التحريات والبحث الجنائي في شرطة المنطقة الشرقية، أمس، أنه «يتمتّع بصحة جيدة، ولا يعاني من أمراض نفسية»، تردد أنها أبعدته طيلة ال25 عاماً الماضية عن منزل أسرته في إحدى بلدات محافظة الأحساء. وفسّر المصدر (اشترط عدم ذكر اسمه)، سبب تغيب المواطن طوال ربع القرن الماضي، ب«خلاف كبير وقع بينه وبين عائلته، وهو ما تسبب في انتقاله من مسقط رأسه في الأحساء، إلى مدينة الدمام، لبدء حياة جديدة ومستقرة»، لافتاً إلى أن «البحث والتحريات عن المفقود كان مستمراً، بناءً على معلومات ومواصفات تقدم بها أحد أبنائه متأخراً». وقال المصدر: «إن الشرطة شككت في صحة رواية الابن، ووضعت احتمال كونه «ليس بكامل قواه العقلية والنفسية» حينها. وعلى رغم ذلك سارعت إلى فتح محضر للبلاغ، مُستعينة بمعلومات ومواصفات قديمة في مباشرة البحث عن المفقود. فيما لم يكن هناك ما يشير إلى وجود خلاف عائلي وراء الغياب. ووضع رجال الأمن سيناريوهات عدة، بينها موت المفقود، أو أنه «فقد الذاكرة»، ما حال دون عودته إلى ذويه، والتعرّف عليهم، والالتقاء بهم، إلا أنه اتضح خلاف ذلك لاحقاً». وذكر المصدر، أن «السبعيني يعيش حياة مستقرّة الآن»، موضحاً أن «رجال الأمن لاحظوا تردده المستمر بالقرب من المنطقة الصناعية في الدمام، ما عرَفهم عليه، واتضح لهم أنه يسكن في المكان ذاته، وأنه يملك ذاكرة جيدة، إذ أشار إلى أنه يعلم بمكان ومسكن ذويه، عازياً سبب عدم تواصله معهم إلى «خلافات» أجبرته على الرحيل، ومحاولة بدء حياة جديدة، مستبعداً معاناته من اضطراب، أو مرض نفسي، دفعه إلى التغيّب طيلة الفترة السابقة». و فاجأ شابٌ رجال الأمن في مركز شرطة الجفر (محافظة الأحساء)، قبل نحو شهر، بتقديمه بلاغاً عن فقدان والده قبل 25 عاماً، وهو ما اعتُبر «حادثة غريبة»، لعدم وجود معلومات عن المفقود، قدمها ذووه مسبقاً. وذكر أن صغر سنّه حين علم بفقدان والده حال دون تقدمه ببلاغ إلى الشرطة، كما أنه لم يستطع تمييز ما يدور حوله حينها، وأنه يرغب في البحث عن والده الآن. وقامت الجهات الأمنيّة باستجواب زوجة المفقود، لمعرفة ملابسات القصّة، وفكّ رموزها ليتسنّى لهم البدء في عملية البحث التي أسفرت عن العثور عليه «سليماً معافى»، قبل أن يتّضح وجود «خلاف عائلي». يذكر أن شعبة التحريات والبحث الجنائي في شرطة المنطقة الشرقية، عثرتْ على المواطن في أحد أحياء المدينة الصناعية بالدمام. وأوضح المتحدث باسم شرطة الشرقية العقيد زياد الرقيطي، في بيان صحافي، (حصلت «الحياة» على نسخة منه)، أن شرطة الأحساء، تلقت بلاغاً من شاب، عن غياب مواطن «أربعيني» في محافظة الأحساء، ومغادرته المنزل منذ نحو 25 عاماًَ، ولم يعد منذ ذلك الحين. وقام مركز شرطة الجفر، بضبط الإفادات اللازمة عن البلاغ. فيما أشارت التحقيقات الأولية إلى مشاهدة الشخص المتغيب على فترات متفاوتة خلال تلك المدة، من قبل بعض الأقارب. وأشار الرقيطي، إلى أن «شعبة التحريات والبحث الجنائي في شرطة الدمام تمكنت من خلال تحريات موسعة، من التوصّل إلى المواطن المتغيب، والبالغ من العمر الآن 72 عاماً في أحد الأحياء الصناعية بالدمام، ووجد في حال صحية جيدة. وجرى إشعار شرطة محافظة الأحساء، للتواصل مع ذويه، للالتقاء به في مكان وجوده.