أكد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان التزام أبو ظبي القوي «دعم الأمن الجماعي والعمل التكاملي لتحقيق طموحات شعوب المنطقة واستقرارها»، مشيداً ب «وحدة وتماسك البيت الخليجي» وقال: « نثمّن بقوّة مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، التي جمعت القادة الخليجيين في قمة استثنائية في الرياض، أنهت الخلافات وعزّزت مسيرة التعاون والتكامل الخليجي». وبعث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز برقية تهنئة إلى رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في مناسبة ذكرى اليوم الوطني لبلاده، ونوّه بتميّز العلاقات «الأخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، ويسعى الجميع لتعزيزها وتنميتها في كل المجالات»، على ما أفادت وكالة الأنباء السعودية. وكان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز بعث ببرقية مماثلة إلى الشيخ خليفة، عبّر فيها عن تهنئته الإمارات حكومة وشعباً في ذكرى اليوم الوطني ال 43 الذي تحتفل به البلاد. إلى ذلك، استقبل وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل أمس وزير الدولة القطري الشيخ عبدالرحمن بن سعود آل ثاني الذي سلّمه دعوة إلى خادم الحرمين الشريفين لحضور أعمال القمة ال 35 للمجلس الأعلى لدول مجلس التعاون الخليجي التي تستضيفها الدوحة الأسبوع المقبل. وأوضح الشيخ خليفة في كلمة لمناسبة احتفالات الإمارات باليوم الوطني ال 43 الذي يصادف اليوم، أن أبوظبي «اتخذت بكامل إرادتها قرار المشاركة في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، انطلاقاً من ثوابت سياستها الخارجية والتزاماً بمسؤولياتها التشاركية في دعم واستقرار المنطقة والعالم». وشاركت الإمارات بعدد من طائرات «إف 16» التي شنّت غارات على «داعش» في العراق وسورية وأضاف الشيخ خليفة أن دولة الإمارات أصدرت «قانوناً لمكافحة جرائم الإرهاب، تأكيداً للمواقف الثابتة الداعية إلى نبذ الإرهاب والتطرّف والعنف دفاعاً عن خيارات الدولة وثوابت التجربة المؤسسة على قيم الانفتاح والاعتدال والوسطية (...) مؤكداً أن التنمية والإرهاب يتعارضان ولا يلتقيان». وعبّر عن حزنه وقلقة لما «تشهده بعض دول المنطقة العربية من عنف وإخفاق للدولة وغياب الأمن»، مطالباً ب «تضافر الجهود الرسمية والشعبية داخل الدولة الواحدة لتحقيق التوافق ومقاومة الإرهاب». وعبّر عن ثقته بأن «مصر الناجحة هي بوابة السلام والاعتدال في الوطن العربي»، وزاد أن «على المنظومة الإقليمية والمجتمع الدولي الإسهام في تعزيز استقرار مصر ودعم مسيرتها الاقتصادية والاجتماعية لتمكينها من العودة إلى مكانتها الرائدة في العالم العربي». ودعا إلى بذل مزيد من «الجهود العربية والدولية لدعم الشرعية ومؤسساتها في ليبيا واليمن والصومال لحماية أمن هذه الدول وإعادة الاطمئنان والاستقرار إلى مواطنيها»، ورحّب بالتحوّلات التي يشهدها العراق، ودعا مكوناته إلى «مزيد من التوافق حول الثوابت الوطنية بما يعيد للدولة الهيبة ولأهلها الأمان»، مؤكداً أهمية «توحيد الرؤية الدولية والإقليمية في التعامل مع الأزمة السورية، وصولاً إلى عملية سلمية تكون قادرة على وقف إهدار القدرة وتبديد الموارد وسفك الدماء». وقال إن «دولة الإمارات تتطلّع إلى بناء علاقات أفضل مع إيران، وذلك تعزيزاً لجهود الأمن والاستقرار في المنطقة»، مؤكداً أن هذا الأمر «لا يعيقه إلا استمرار احتلال إيران جزر الإمارات الثلاث»، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، و «رفضها أي تفاهم أو حلول سلمية عبر التفاوض أو التحكيم الدولي وتدخّلها في الشؤون الداخلية للدول العربية والخليجية». ورحّب بقرار الحكومة السويدية والبرلمان البريطاني الاعتراف بدولة فلسطين، واعتبره «منسجماً مع اعتراف الأممالمتحدة، لتعزيز فرص السلام الشامل والعادل الذي لن يتحقّق إلا بانسحاب إسرائيل من أراضي الضفة الغربيةالمحتلة في فلسطين ومن الجولان وجنوب لبنان». وأشار إلى أهميّة «العمل الوطني الذي تحقّق خلال الأعوام العشرة الماضية»، منذ بدأ تحمل المسؤولية رئيساً للدولة، منوهاً ب «الوثبة الحضارية التي أنجزها الوطن». وتشهد الإمارات اليوم احتفالات كبرى باليوم الوطني يشارك فيها، إلى جانب القيادة السياسية، كل الفعاليات السياسية والعسكرية، وستكون الأكبر في تاريخ الدولة منذ 43 عاماً. وسيجرى استعراض عسكري لصنوف القوات المسلحة على كورنيش أبوظبي يظهر التقدم الذي حققته القوات المسلحة، خلال السنوات الماضية، والذي مكنها من المشاركة الفاعلة في إطار التحالف الدولي ضد «داعش»، والمشاركة في العمليات الإنسانية في عدد من البؤر العالمية المتفجّرة في الصومال وأفغانستان وليبيا وقبلها في صربيا والبوسنة ولبنان.