تلقى سعر صرف الروبل الروسي ضربة إضافية أمس، وحقق رقماً قياسياً جديداً في الانخفاض أمام الدولار واليورو. وخسر ثمانية في المئة من قيمته قبالة الدولار واليورو في خلال بضع ساعات بسبب تراجع أسعار النفط والعقوبات الاقتصادية التي يفرضها الغرب على روسيا. وبلغ سعر صرف اليورو 66.50 روبل فيما بلغ سعر الدولار 53.29 روبل. وفي خلال شهر فقط خسر الروبل 26 في المئة من قيمته أمام اليورو و27 في المئة أمام الدولار. وخسرت العملة الروسية التي استأنفت تدهورها نهاية تشرين الأول (أكتوبر) أكثر من ثلث قيمتها خلال عام، تحت تأثير العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغربيون على موسكو على خلفية الأزمة الأوكرانية، وتراجعت أسعار النفط الذي يشكل نصف عائدات الدولة الروسية. ومع قرار منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) الأسبوع الماضي الإبقاء على سقف إنتاجها بمستوى 30 مليون برميل في اليوم للأشهر الستة المقبلة، استأنف الروبل تراجعه. وتسعى السلطات الروسية إلى طمأنة الأسواق، وأكد الرئيس فلاديمير بوتين أنه لا يرى «أمراً ملفتاً» في قرار «أوبك». وقال إن «الشتاء يقترب، وإنني واثق من أنه في الفصل الأول، قرابة منتصف العام، ستكون السوق استعادت استقرارها». وبعدما أعلن البنك المركزي الروسي في مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) أنه لا يعتزم التدخل في تقلبات سعر صرف الروبل، عاد وأكد الجمعة أنه على استعداد إذا ما دعت الحاجة، إلى معاودة التدخل في شكل منتظم من اجل الحد من تقلبات أسعار الصرف. وأظهر استطلاع نشر مركز «ليفادا» المستقل نتائجه، أن المواطنين الروس بدأوا يقلقون لتدهور الاقتصاد الروسي الذي تبدو آفاقه قاتمة مع توقع انعدام النمو في مطلع 2015 بحسب أرقام البنك المركزي. وأعرب ربع الروس المستطلعين عن قلقهم حيال هبوط أسعار النفط فيما أبدى 80 في المئة منهم تخوفهم من هبوط الروبل والحظر الروسي على معظم المنتجات الغذائية الغربية. وتسعى موسكو الى تعزيز تعاونها الاقتصادي- التجاري مع تركيا في ظروف العزلة الدولية المفروضة عليها، وبدأ بوتين زيارة عمل إلى أنقرة أمس، تهدف لمناقشة الاتجاهات الرئيسة للتعاون الروسي التركي وتوقيع عدد من الوثائق المهمة. ويجري بوتين محادثات مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الحكومة أحمد داود أوغلو، كما يشارك في الاجتماع الخامس لمجلس التعاون الروسي التركي المشترك رفيع المستوى. وأعلن الكرملين أن مؤسسة «روس أتوم» الروسية المسؤولة عن قطاع بناء المفاعلات النووية تسعى لتعزيز نشاطها في السوق التركي، من خلال الحصول على صفة المستثمر الاستراتيجي في تركيا، واكتساب تسهيلات وأفضليات ضريبية. وأوضح مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف تقديم طلب بهذا الشأن خلال زيارة بوتين. وتتطلع المؤسسة إلى دخول مشروع بناء المحطة الكهروذرية «أكويو» ما سيعني منحها تسهيلات ضريبية كبيرة. وذكر أوشاكوف أن «روس أتوم» تبني أول محطة كهروذرية في تركيا وتخطط لإنجازها عام 2022، ويبلغ حجم الاستثمارات فيها 20 بليون دولار، ويتضمن المشروع بناء أربع وحدات توليد، استطاعة كل منها 1200 ميغاوات. ومن المقرر توقيع مذكرة بين «روس أتوم» ووزارة صناعة الطاقة والموارد الطبيعية التركية حول تدريب الكوادر لقطاع الطاقة الذرية التركي وللقطاعات ذات الصلة. وينتظر أن يناقش الجانبان الروسي والتركي موضوع توريد الغاز الطبيعي الروسي إلى تركيا. وكان بوتين مهد لمحادثاته بالإشارة إلى أن ملف الأسعار بالنسبة إلى الكميات الإضافية من الغاز الطبيعي الروسي التي طلبتها تركيا يحتاج لدراسة دقيقة.