ماذا يريد بايرن ميونيخ القوي من مهاجم جديد مثل البولندي روبرت ليفاندوفسكي، وهو يمتلك في صفوفه هدافاً متألقاً بمنزلة الكرواتي ماريو ماندزوكيتش؟ لا شك في أن توافر لاعب بمنزلة ليفاندوفسكي مجاناً في السوق، هو السبب الأول الذي حدا بالنادي البافاري لضمه. فهو بالتأكيد أفضل من ماندزوكيتش، وسيضيف إلى تشكيلة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا مزيداً من الجودة. والسبب الثاني تكتيكي بامتياز، إذ إن غوارديولا كان يبحث عن لاعب يتقن دور المهاجم الوهمي، وهو ما كان يتبعه مع برشلونة. وفي الوقت الذي يبدو ماندزوكيتش رأس حربة تقليدياً، فإن «ليفا» هو بحق مهاجم وهمي من الطراز النادر. أما السبب الثالث الذي فرض انتقادات واسعة ضد بايرن، فيتمثل في الاعتقاد بأن الفريق البافاري يستمر في اعتماد مبدأ إضعاف خصومه. فقد سبق أن أفرغ صفوف باير ليفركوزن قبل أعوام بضمه الثلاثي، البرازيلي لوسيو ومواطنه زي روبرتو ومايكل بالاك، وها هو يضم ليفاندوفسكي بعد غوتسه من بوروسيا دورتموند. ولم يكد بايرن ميونيخ يعلن عبر موقعه الرسمي في شبكة الإنترنت إتمام صفقة انضمام ليفاندوفسكي إلى صفوفه مدة خمسة أعوام بدءاً من الموسم المقبل، حتى تطايرت الآراء المساندة وتلك المنتقدة للخطوة. بايرن، بطل ألمانيا وأوروبا والعالم، أوضح أن «ليفا» وقع عقداً يمتد حتى لب30 من حزيران (يونيو) 2019. وأشارت تقارير إلى أن قيمة الصفقة قد تصل إلى 25 مليون يورو، علماً بأن صحيفة ألمانية أوردت أن الصفقة قد تكلف النادي 90 مليوناً إذ سيحصل اللاعب على راتب سنوي يقدر ب11 مليوناً، فضلاً على أرباح ومكافآت، ليصبح تالياً ضمن قائمة اللاعبين الأعلى سعراً في العالم. وكان اسم ليفاندوفسكي ارتبط بالانتقال إلى نواد أوروبية كبرى مثل ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين وتشلسي الإنكليزي، لكن الهداف البولوني ظل متمسكا باللعب لبايرن وسينضم إلى زميله السابق ماريو غوتسه، الذي أحدثت صفقة انتقاله من دورتموند نفسه ضجة إعلامية كبيرة في الموسم الماضي. سينضم «ليفا» (25 عاماً) إلى ميونيخ مجاناً بموجب عقد انتقال حر ومن دون فائدة مادية من ناديه، إذ إن عقده ينتهي بنهاية الموسم، علماً بأنه انتقل إلى «أسود فستيفاليا» عام 2010 قادماً من ليخ بوزنان البولندي، وهو ابن للاعب جودو ولاعبة للكرة الطائرة. واكتسب شهرة عالمية بتسجيله أربعة أهداف «سوبر هاتريك» في مرمى ريال مدريد في جولة الذهاب من الدور نصف النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، ومذ ذاك شرعت النوادي الكبرى بمطاردته. أسهم ليفاندوفسكي في تتويج دورتموند بلقبين متتاليين في الدوري الألماني، إضافة إلى لقب واحد في الكأس المحلية و«السوبر كأس» الألمانية، فضلاً على قيادته «الفريق الأصفر» لبلوغ نهائي دوري الأبطال في الموسم الماضي، قبل الخسارة أمام بايرن ميونيخ بهدف في مقابل هدفين. ويعتقد مدربه الحالي يورغن كلوب أن رحيل ليفاندوفسكي لن يؤثر في الفريق، إذ قال: «يمكن للنوادي أن تشتري اللاعبين في أي وقت، لكن دورتموند أكبر من أي لاعب. والأمور تسير بموجب خطة عمل للمستقبل». النجم السابق لبايرن لوثار ماتيوس رأى أن ضم اللاعب البولندي يعتبر أحد أفضل الصفقات التي أتمها النادي، مشيداً بنجاح سياسة الانتقالات التي اتبعها «البافاري» خلال الأعوام الأخيرة. وقال: «انتقال ليفاندوفسكي كان ملك الانتقالات في بايرن ميونيخ. لكن التعاقدات التي تمت خلال العامين أو الثلاثة الماضية كانت في غاية النجاح». ويخشى ماتيوس مزيداً من التوتر في العلاقة بين بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند: «حدث الكثير مع ليفاندوفسكي وغوتسه، وخلافات أخرى بين الناديين. العلاقة مهنية وتعاونية لكنها ليست بالمميزة». وبوصول ليفاندوفسكي كثر الحديث عن إمكان رحيل ماندزوكيتش (27 عاماً)، إلا أن وكيل أعماله إيفان كفيغتكوفيتش أكد أنه لم يتلق أي اتصال من إدارة يوفنتوس الإيطالي تحديداً، نافياً إشاعات عن انتقاله إلى صفوف «بيانكونيري» خلال فترة الانتقالات الشتوية. كما ظهر أرسنال ومانشستر يونايتد الإنكليزيان بصفتهما ناديين متحمسين للحصول على خدمات ماندزوكيتش. وأشار الفرنسي آرسين فنغر، مدرب أرسنال، إلى احتمال التعاقد مع ماندزوكيتش في فترة الانتقالات الصيفية المقبلة، وقال: «نعم كنا مهتمين بليفاندوفسكي، لكن الحقيقة هي أنه وقع لبايرن ميونيخ قبل عام ونصف العام، والجميع يعرفون ذلك. الآن يمكن لبايرن أن يعلنوا ذلك رسمياً لأن ليفاندوفسكي يخوض حالياً الأشهر الستة الأخيرة من عقده مع دورتموند» وجاء كلام فنغر ل«يعزز» ما كشف عنه مراقبون، وخلاصته أن بايرن أنجز «صفقة ليفاندوفسكي» الصيف الماضي وحتى قبل إعلان التعاقد مع غوارديولا وبالتفاهم معه.