لندن - رويترز - حذرت الأممالمتحدة من تعرض لاجئين من الاقليات العراقية الى انعدام الامن والمخاطرة بفقدان هويتهم الدينية والثقافية وهم يسعون الى اللجوء في الدول المجاورة أو اوروبا الغربية. وذكرت وكالة اللاجئين التابعة للامم المتحدة، في تقريرها الذي أصدرته أول من أمس، ان عدداً غير متناسب من الذين فروا من العراق كانوا من اقليات عرقية او دينية، بمن فيهم المسيحيون والشركس والصابئة المندائيون والشبك والتركمان واليزيديون، مشيرة الى ان بعضهم قام برحلات خطيرة الى اوروبا كي يواجهوا بسياسات اللجوء الصارمة والتمييز، وفي بعض الاحوال العودة الاجبارية. وتقدر وكالة اللاجئين ان نحو 1.9 مليون شخص فروا من العراق نتيجة الغزو الأميركي في 2003 والعنف الذي مزق البلاد في الاعوام التالية، على رغم انخفاض وتيرة العنف هذه السنة. وقال كارل سودربرج، مدير السياسة في المجموعة الدولية لحقوق الاقليات، في بيان ان «بعض الجماعات مثل المندائيين، الذين يبلغ تعدادهم بضعة آلاف في العالم، معرضون لفقدان العديد من ممارساتهم الدينية والثقافية حيث انهم متفرقون داخل البلدان. انهم معرضون لخطر الاستئصال الثقافي». وأضاف ان «الاقليات تغادر العراق لانه يتم استهداف افرادها بالهجمات بسبب ديانتهم او ثقافتهم ولكن الخروج من البلاد ليس ضماناً لسلامتهم وأمنهم». ولفت الى ان العديد من الدول الاوروبية ترفض الآن طلبات اللجوء وتعيد الناس الى العراق على رغم ان الهجمات على الاقليات زادت في بعض المناطق. وأوضحت الوكالة في تقريرها ان السويد، المقصد الاوروبي الرئيسي للاجئين العراقيين، بدأت بإعادة عدد من طالبي اللجوء المرفوضين الى العراق، وبينهم مسيحيون، على اساس ان بعض الاجزاء في العراق آمن ويمكن العودة اليه. وأضافت ان بريطانيا ودولاً اوروبية اخرى بدأت ايضاً في الاعادة الاجبارية لطالبي اللجوء المرفوضين. وحذرت الوكالة من ان السياسات التي تتبعها بعض الدول التي تمنح اللجوء تؤثر سلباً على لاجئي الاقليات العرقية، موضحة ان سياسات التشتيت التي تفصل اللاجئين من القومية نفسها لها تأثير خطير على الاقليات التي تحتاج الى ان يبقى أفرادها معاً كطائفة من اجل حماية هويتها الثقافية وطقوسها الدينية. وتشير ارقام وكالة اللاجئين التابعة للامم المتحدة الى ان نحو 450 الف عراقي يعيشون في الاردن ونحو 1.2 مليون في سورية، فيما يوجد نحو 2.6 مليون آخرين نازحين داخل العراق.