تعهد 18 رئيس دولة يمثلون بلداناً صناعية ونامية، خلال اجتماع في مقر الأممالمتحدة في نيويورك، «التزامهم العلني دعم وضع آلية لتقليص الضرر البيئي المساهم في الإحتباس الحراري، والناتج من نشاطات إزالة الغابات وتدهورها لدى البلدان النامية «REDD»، واعتبرته منظمة الزراعة والأغذية (فاو)، «سابقة في التعاون بين هذه الدول». وأكدوا ضرورة أن «يتناول الاتفاق الجديد المنتظر في شأن تغيُّر المناخ الذي سيُطرح للتفاوض في كوبنهاغن في شكل فاعل ومنصف، دور الغابات كخيارٍ متاح للتخفيف من وطأة الظاهرة». ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، زعماء البلدان الصناعية والنامية الحاضرين والمسؤولين الكبار، إلى اجتماعٍ لمناقشة اقتراح إنشاء آليّة لتقليص حجم غازات الدفيئة الناتجة من نشاطات إزالة الغابات وتدهورها لدى البلدان النامية وإعلان دعمهم الاقتراح». وجاءت دعوة بان دعم رؤساء الدول والوزراء من إفريقيا وآسيا والمحيط الهادي وأميركا اللاتينية والكاريبي والبلدان الصناعية، إلى جانب رئيس البنك الدولي روبرت زوليك، في الكلمات التي ألقوها خلال الاجتماع، بعد الاقتراح وتأييد إنشاء الآليّة الجديدة». واعتبرت «فاو» في تقريرها أن هذا الحدث، يؤشِّر إلى أكبر لقاء تعقده الدول في هذا الشأن حتى هذا التاريخ، للبحث في قضية إنشاء الآليّة المقترحة، بمشاركة أكثر من 80 بلداً وما يزيد على 150 زعيماً ومسؤولاً رفيعي المستوى يمثلون البلدان والمنظمات غير الحكومية، إضافة الى ممثلي الهيئات الأكاديمية، ومراكز البحوث، والقطاع الخاصّ حول العالم من المُتابعين لقضايا تغيُّر المناخ والغابات. ورأى بان أن هذا التقارب بين زعماء العالم «يُبرز الزخم الإيجابي المتزايد مساندةً للآليّة الجديدة، كما يعكس مدى الجدوى الممكنة للجهاز المقترح من المنظور التقني والمالي والتعاوني». وشدد على ضرورة «تقليص كميات الإنبعاثات المرتبطة بمصادر الوقود الأحفوري للنجاح في مواجهة تغيُّر المناخ، إلا أن الحدّ من الاحتباس الحراري الناتج من استخدامات الأراضي والغابات يكتسب أهميةً جوهرية في سياق هذه المعادلة العامّة». وأكدت البلدان النامية المشارِكة في الاجتماع، استعدادها الطوعي لتحقيق تقليص واسع في عمليات إزالة الغابات والحدّ من تدهورها، شرط حصولها على دعمٍ مالي كافٍ. في حين سلّط الأمين العام للأمم المتحدة الضوء على إمكان أن تشهد كميات الغازات الدولية المنطلقة في الأجواء انخفاضاً ضخماً بفضل الحؤول دون إزالة الغابات». وقدّر التقرير الذي أعدته مجموعة العمل غير الرسمية في شأن التمويل الموقت لخفض انبعاث الغازات، إمكان تقليص نشاطات إزالة الغابات 25 في المئة برصد تمويل تتراوح قيمته بين 15 و20 بليون يورو (نحو22 إلى 29 بليون دولار) بحلول عام 2015». وأوضحت «فاو» أن إزالة الغابات وتدهورها «مسؤولة وحدها عن إطلاق كمياتٍ تكاد تبلغ خُمس مجموع الغازات الناجِمة عن الاحتباس الحراري في العالم، أي ما يفوق الإنبعاثات المنطلقة من كل السيارات والشاحنات والسفن والطائرات على الكوكب». وفضلاً عن اختزان تريليون طن من الكربون في العالم، «تفي الغابات باحتياجاتٍ ضرورية للبشريّة تتضمن اليوم متطلّبات التكيُّف لتغيُّر المناخ. ومع ذلك، لا ينص «بروتوكول كيوتو» الحالي، على توفير قروض للبلدان النامية في مقابل الفوائد الاجتماعية والبيئية التي تتيحها غاباتها على مستوى الكوكب». ورأت أن «حرق الغابات واستغلالها من دون لاجم يتواصل مع استمرار غياب المكافآت للإبقاء على أصول الغابات حيّةً بلا قطعٍ أو إزالة». واقتُرح أن تناقِش المفاوضات المعنية بتغيُّر المناخ في كوبنهاغن في كانون الأوّل (ديسمبر) المقبل، آليّة تقليص مفعول الإنبعاثات بلجم نشاطات إزالة الغابات وتدهورها لدى البلدان النامية، لتغيير نظام خاطئ يجعل من الغابات ثروةً في حال قطعها وإزالتها، لا من صَونها والحفاظ عليها حيّةً في خدمة الإنسان».