يترقب الرياضيون مساء اليوم (الأحد) ما ستسفر عنه نتائج الجمعية العمومية غير العادية لتنصيب الرئيس الجديد خلفاً للمهندس المستقيل محمد فايز، وتتجه أنظار الاتحاديين بخاصة صوب ناديهم في شارع الصحافة لمعرفة الرئيس الذي يعلقون عليه الآمال في انتشال عميد الأندية السعودية من أزمته المالية التي تربو على المائة مليون ريال. وانتظر الاتحاديون طويلاً لعقد هذه الجمعية، ولاسيما أن مراقبين كشفوا عن مماطلات كانت تنتهجها الإدارة الحالية في انعقادها بعد استقالة الفايز وتكليف عادل جمجوم بمهمة إدارة النادي، غير أن إلحاح ومطالبات شرفية وجماهيرية عجلت بانعقادها لاختيار رئيس يكون قادراً على إعادة الاتحاد إلى وهجه الذي كان عليه في الأعوام ال25 الماضية. وامتثل رئيس النادي المكلف لتلك المطالبات وتقدم بطلب إلى مدير مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب في جدة وفقاً لخطاب رسمي في شأن طلب تحديد الجمعية العمومية غير العادية لاختيار الرئيس الجديد، إلا أن الرئاسة أعادت خطاباً مماثلاً إلى الإدارة الحالية أكدت فيه أن تحديد يوم انعقاد الجمعية يكون من طريق إدارة النادي بحسب اللائحة، ما جعل اتحاديين عدة يفسرون هذا الموقف بأنه إما جهل من الإدارة بالأنظمة، وإما من باب «تضييع الوقت»، فيما يولي الرئيس العام لرعاية الشباب اهتماماً كبيراً بالوضع الدائر في نادي الاتحاد، إذ يقف على مستجداته، فوجه بعقد الجمعية بصورة عاجلة مع استمرار أعمال لجنة تقصي الوضع المالي والإداري التي شكّلها الرئيس العام والتي ستنتهي من مهامها نهاية الأسبوع المقبل. وعمل مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب على سلامة الإجراء النظامي في مثل هذه الانتخابات، إذ فتحت باب الترشيح مدة أسبوعين، ودققت في اليومين الماضيين على أوراق الناخبين من إثباتات ووثائق سداد الرسوم مع مطابقتها على كشف الحساب المصرفي الخاص بنادي الاتحاد. وبعد الفرز حددت الرئاسة قوائم الذين يحق لهم التصويت في الجمعية العمومية، وقال مدير مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب في جدة أحمد روزي: «هنالك 309 يحق لهم التصويت لاختيار الرئيس الجديد منهم 112 عضو شرف، و197 عضواً عاملاً، وتم تخصيص غرف عازلة بستار يتم الاقتراع فيها، سيأتي المصوت في البداية إلى اللجنة ليتم تدقيق هويته الشخصية والتأكد من إحضاره بطاقته المدنية، ويُعطى استمارة يوقع عليها أمام اللجنة، ثم يدخل الغرفة العازلة لوضع الاستمارة في الصندوق» وتابع: «سيبدأ التصويت من ال12 ظهراً إلى ال6 مساءً، وبعدها بنصف ساعة سنتجه إلى قاعة انعقاد الجمعية، ويتم تفريغ الصندوق مع إظهاره للحاضرين ليروا أنه لم يتبق في داخله أية استمارة تصويت». ونفى مدير مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بجدة في تصريحه إلى «الحياة» وجود عملية تسديد جماعي للأعضاء، وخصوصاً العاملين، كما تردد أخيراً، وقال: «ليس هناك تسديد جماعي، إذ قمنا بتدقيق إيصالات الرسوم ومطابقتها مع كشف الحساب وتأكدنا من ذلك، واستغرق عملنا في هذه النقطة حوالى ثلاثة أيام قبل أن نُعلن قائمة من يحق لهم التصويت». وتطرق أحمد روزي إلى حال تساوي متنافسين في عدد المصوتين، مبيناً أنه سيتم استبعاد المرشحين الثلاثة، ويخرج المصوتون من القاعة للتصويت عليهما في جولة «إعادة تصويت»، وأضاف: «عند افتتاح جلسة الجمعية العمومية سنذكر عدد من قاموا بالتصويت وعدد من استُبعد وسبب الاستبعاد، إذ ستقوم اللجنة باستبعاد من يرشح اسمين، ومن «يكشط» في الاستمارة أو يكتب فيها شيئاً بعيداً من الجمعية العمومية». وفي رده عن إمكان انعقاد جمعية عمومية غير عادية مماثلة نهاية الموسم لاختيار أعضاء مجلس إدارة يختارها الرئيس الجديد، قال: «الاختيار سيكون لتحديد الرئيس فقط خلفاً للمستقيل، وعلى الرئيس الجديد أن يستكمل مع أعضاء مجلس الإدارة الحالي الفترة المتبقية التي تقارب ال36 شهراً، فهذه إدارة منتخبة، رئيسها من استقال وليس أعضاء المجلس». وكان خمسة من المرشحين تقدموا رغبة في رئاسة النادي بعد أن لاقت الأيام ال14 من فترة الترشيح عزوفاً كاملاً باستثناء المرشح عبدالرحمن العطاس الذي سحب ترشحه بعد يومين من تقدمه بسبب الضغوط الجماهيرية التي تحدثت عن انتماءاته ودعمه للنادي الأهلي، ليتقدم في اليوم الأخير خمسة مرشحين دفعة واحدة، إذ جاءت البداية من طريق أحمد كعكي، وتلاه مدحت قاروب، وإبراهيم البلوي، ثم ماهر بندقجي، وأخيراً عدنان جستنية الذي سحب ترشحه أمس. وبالنظر في حال المنافسة بين المرشحين تأتي انتخابات «العميد» هذه المرّة الأشرس، لكون ثلاثة مرشحين يدخلون الصراع على كرسي الرئاسة وهم يعدون بتقديم دعم مالي وخصوصاً البلوي والكعكي لتوفيرهما من 30 إلى 40 مليون ريال، بينما يلوح الثالث (بندقجي) بعقد استثماري يدر على النادي نحو 100 مليون ريال سنوياً، وبعيداً من الوعود فإن الواقع يُشير إلى انحصار المنافسة بين البلوي والكعكي لاعتبارات عدة يأتي في مقدمها قدرتهما المالية. وتمحيصاً لحظوظهما في فرص الفوز بالكرسي «الساخن» فإن البلوي تاجر المجوهرات وصاحب النفوذ الواسع مع الشرفيين بحكم وجوده في النادي ما يزيد على 30 عاماً، ما ساعده في أن يُشكل قاعدة جماهيرية فضلاً على الإنجازات التي حققها فريق السلة في أعوام إبان إشرافه عليه، إلى جانب خبرته وأخيه منصور البلوي الرئيس الأسبق الذي يحظى هو الآخر بشعبية كبيرة وسط الجمهور الاتحادي، والذي أعلن تقديم ميزانية مفتوحة دعماً لأخيه، ما يجعل الكفة تميل لمصلحته أكثر، إضافة إلى أن أعضاء بارزين أعلنوا باكراً أن دعمهم سيكون للبلوي مثل أسعد عبدالكريم ومنصور البلوي وأمين أبوالحسن وأحمد الفتيحي وآخرين. أما المنافس الآخر أحمد كعكي الاسم الجديد في الساحة، فتميل إليه فئة من الجماهير لكونه أسهم في معالجة مشكلات اللاعبين المالية وإقناعهم بسحب شكاواهم من لجنة الاحتراف في الاتحاد السعودي لكرة القدم بتسديد نسب محددة من مستحقاتهم المتأخرة، ما مكنّ الفريق الكروي من تسجيل اللاعب الأوروغوياني خوان روديريغز، وظهوره في المشهد الاتحادي في وقت كان ينتظر الاتحاديون داعماً جديداً. وعلى رغم تلك المعطيات فإن واقع سير العملية الانتخابية سيظل له كلمة الحسم، فربما لن يكون للمعطيات محل في هذا اليوم، باعتبار أن 309 أشخاص فقط هم من يحق لهم التصويت، معظمهم من أعضاء مجموعة المستقبل، وهي المجموعة المقرّبة من الجمجوم ورفاقه، ويميلون ميلاً كبيراً نحو الإدلاء بأصواتهم لمصلحة الكعكي لكونه محسوباً على الإدارة الحالية، الأمر الذي يعطي دلائل كبيرة على تنافس قوي بينهما، هذا التنافس الذي يصفه كثيرون بأنه ينصب لمصلحة الكيان الذي هو في حاجة إلى رئيس جديد لديه الفكر والمال.