صوت المذيع أحمد سعيد من إذاعة صوت العرب يصدح في أذنيّ معلنا فوز عدنان جستنية برئاسة نادي الاتحاد بعد إعلان نتيجة الانتخابات. ولأن الحواس «خمس» فقط آثرت أن أجرب حاسة «النظر» ففتحت التلفاز لأشاهد فرحة هستيرية لجستنية وهو يركض وحيدا بلا أيادٍ تحتضنه! هنا أيقظني من نومي ضجيج المدرج الاتحادي وكأنه يدعوني للنهوض من كابوس مزعج كدت - لدقائق- أظنه حقيقة ليقولوا لي إنه عميد الأندية فلا تكثر أكلك قبل النوم! هكذا كان أحمد سعيد في الستينات يتلو خرافات انتصار العرب التي لا تتعدى كونها محاولات لرفع المعنويات فقط. فبعد فشله في الانتخابات السابقة - بنيله صوتاً وحيداً لم نعرف مصدره - عاد جستنية ليكرر المحاولة مدعياً أن لديه من يدعمه بالملايين، وخلف ملفه شخصيات اعتبارية كفيلة بإعادة أمجاد العميد. مشكلتنا نحن العرب أننا نتطرق إلى محاولات توماس أديسون وغيره والفشل المتكرر الذي قاد إلى النجاح ونتوهم أن تكرار المحاولة سيجلب النجاح علي أية حال ولكن لم نفطن إلى أن هؤلاء كانوا في كل محاولة يغيرون في الطريقة ويعدلون في النهج، بينما نحن نسلك المسار نفسه توالياً وننشد نتائج مختلفة! في الاتحاد كل يدعي وصلاً بليلى إلى أن أضحى مهدداً بالهبوط إلى الدرجة الأولى، والحلقة الأضعف هو الجمهور الذي أوصل معشوقه إلى كأس العالم للأندية مرتين متتالين. نتائج الفريق في الدوري لا تمثل تاريخه وصولاته وجولاته ولا جيل الشبان المبهرين، فمنذ تأسيس النادي على يد المرحوم حمزة فتيحي لم يمر أبناء جدة بمثل هذه الأزمة الخانقة، وبدأ سيناريو الانهيار منذ أعوام عدة عندما توقف الضخ المالي من رجالات الاتحاد المؤثرين، فتناوب جمال أبوعمارة وأحمد المرزوقي وابن داخل وأخيراً محمد الفايز على كرسي الرئاسة، ولكنهم لم يتمكنوا حتى من الاقتراب من رائحة «المونديالي». رحل الأسطورة محمد نور وتلاه نايف هزازي ولحق بهم سعود كريري، وغادرت شركة الاتصالات السعودية بصفتها راعياً للفريق، وغادر معهم المكلف عادل جمجوم إلى دبي ليتسول الشركات كي تدعم الفريق، لكن أحداً منهم لم يطرق قاعة الاجتماعات، لتزيد ديون النادي ديوناً مع كلفة تلك الرحلة! تدخل الرئيس العام لرعاية الشباب وشكل لجنة الإنقاذ التي كشفت عن أكثر من المستور، لكن ذلك لن يجدي نفعاً. صرخة ذلك المدرج تعود... فما هو الحل؟! مدحت قاروب وأحمد كعكي وإبراهيم البلوي وماهر بندقجي هم الخطر القادم على جستنية! وباستعراض بسيط للمرشحين نجد أن المحامي قاروب سبق له الترشح في أربع مناسبات سابقة ولم ينجح، ويخشى من تصرفات «صبية» الاتحاد، بينما يمثل كعكي ملف الإدارة الحالية بصفته مرشحه الرسمي، بدليل وقوفه مع الفريق في مواجهة الهلال الماضية، فيما يدخل البلوي السباق بميزانية مفتوحة من شقيقه منصور (الرئيس الذهبي)، وأخيراً بندقجي الذي يمثل رجل الاستثمار في هذه المرحلة، إذ وعد بعقد استثماري للنادي يتجاوز ال250 مليون ريال، ولكن العقبة الوحيدة أمامه هي عضويته الشرفية السابقة في النادي الأهلي! فهل سيظهر شيك ال70 مليوناً من داعم جستنية؟ أم تسدد الأمور وتقارَب بمهارة وحنكة أعضاء الشرف؟ وهل سنشاهد كعكة الاتحاد وشلالات الفرح من جديد؟ [email protected] nalnwaiser85@