رصدت وزارة التربية والتعليم أخيراً من خلال جولات تفتيشية نفذها ممثلو إدارات تعليمية عدة، إشعال الحطب والفحم داخل بعض المدارس للتدفئة بسبب الظروف الجوية الباردة التي تعيشها المدن السعودية حالياً. وأكدت «التربية» في تعميم موجه إلى مدارس المراحل التعليمية كافة (حصلت «الحياة» على نسخة منه)، منع استخدام أية وسيلة تدفئة مخالفة لشروط السلامة. ودعت الإدارات التعليمية كافة إلى توجيه منسوبيها بالاكتفاء بوسائل التدفئة الحديثة والآمنة المعتمدة نظامياً، لضمان عدم وقوع حوادث حريق. ويأتي هذا التوجيه في الوقت الذي شددت فيه المديرية العامة للدفاع المدني على ضرورة التزام المواطنين والمقيمين بتعليماتها الخاصة بالسلامة ورسائلها الإرشادية والتحذيرية التي تبثها عبر تطبيقاتها على الهواتف الذكية أو مواقع التواصل الاجتماعي، عند استخدام الحطب أو الفحم لأغراض التدفئة بالاستراحات أو المنازل أو عند التنزه في البر. وأوضحت المديرية العامة للدفاع المدني في بيان صحافي صدر أخيراً، أن التقارير الصحية تؤكد أنه ينتج من الفحم عند إشعاله غاز أول أكسيد الكربون الذي لا لون له ولا رائحة، والذي يؤثر في خلايا المخ للإنسان بعد استنشاقه ويؤدي إلى خمول وتثاقل يعجز فيه عن القيام أو الوقوف أو حتى طلب الاستغاثة، وقد يسقط ميتاً خلال دقائق. وبينت أن إشعال الفحم أو الحطب يجب أن يتم خارج المنازل والمخيمات، وبعيداً عن المواد سريعة الاشتعال كالفرش أو الملابس أو رواق المخيمات. وشددت «الدفاع المدني» على ضرورة عدم إشعال الفحم والحطب في الأماكن المغلقة، لاسيما عند اشتداد الهواء أو الرياح تجنباً لخطورة تبدد الشرار وارتفاع ألسنة اللهب وحدوث حريق. وأشارت إلى أنه في حال إدخال الفحم أو الحطب إلى المكان المراد تدفئته في هذه الأماكن، فإنه يجب أن تفتح النوافذ والأبواب لمرور تيار الهواء النقي لتفادي الاختناق أو التسمم بغاز أول أكسيد الكربون. وطالبت المواطنين والمقيمين بالتأكد من إطفاء مواقع الاشتعال قبل النوم، مشددة على ضرورة التأكد من إطفاء مخلفات الفحم أو الحطب تماماً قبل رميها في صناديق النفايات، ومنع الأطفال من الاقتراب أو العبث بها. يذكر أن غالبية المناطق السعودية وبالأخص المندرجة ضمن مدن الوسطى والشمالية والجنوبية منها، تعيش أجواء باردة هذه الأيام، إذ تصاحبها من أسبوع لآخر هطول أمطار غزيرة، كان آخرها مطلع الاختبارات الفصلية للعام الدراسي الحالي الأسبوع الماضي.