الدراما التي شاهدناها في حفلة الجائزة الذهبية أثّرت فيّ شخصياً، فمسألة فوز النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بها مسألة وقت بعد الإشاعات والتسريبات الصحافية واعترافات المصوتين، يبد أن الفاصل العاطفي الذي قدمه رونالدو كان متقناً جيداً، شعرت حينها بأن يشكي للعالم من منافسه اللدود الأرجنتني ليونيل ميسي.. كأنه يقول: «سرقت من عمري أربعة أعوام أيها البرغوث».. اعتراف بأنني للمرة الأولى أتعاطف مع رونالدو، ففي المرات السابقة لم أجده يستحق الحضور ضمن المرشحين سنوياً، باستثناء عام 2008. هل شاهدتم البرغوث ميسي؟ كان «أحمر» فوق العادة.. بدا لي بأن دوره في مسرحية «فيفا» المهرج الذي يضحك الأطفال وجمهور ريال مدريد الإسباني الذي عاشت أعواماً من القهر بسبب تألق النجم الأرجنتيني. أتتذكرون تلك الصورة التي احتوت ميسي وكراته الذهبية الأربع وهو جالس بقميص مهترئ وبنطلون عادي على «بلاط» منزله ؟ أتصور تلك الصور جعلت رونالدو يبكي بحرقة، فقد بنى متحفاً بالكامل في مسقط رأسه ماديرا من أجل هذه الكرة الذهبية.. لو لم أحصل عليها كنت سأضرب البرغوث! نترك بكاء رونالدو، فبكل صراحة لم ينافس بدلة ميسي الحمراء، لا أعرف كيف تم إقناعه بارتدائها؟ صحيح أنه لن يصل إلى مستوى أناقة رونالدو.. أصلاً مستحيل. لكن قليلاً من الذوق يا ميسي! عموماً.. لم أجد شيئاً يستحق اهتمامي تلك الليلة سوى البدلة الحمراء. ومن المفترض أن تكون البدلة الحمراء الفائز بالكرة الذهبية، هذا إذا لم تذهب للفائز الحقيقي الفرنسي فرانك ريبيري. مسكين هذا الإنسان، فمع بكاء رونالدو من الظلم، بدلة ميسي الحمراء، ونشوء حرب بين محبيهما، بين نشوة الانتصار وبين تشكيك بأحقية الفوز، لم يجد من يبكي عليه أو يغضب من أجله سوى الألمان ومواطنه ميشيل بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي الذى صرح قائلاً: «سنعود العام المقبل وسيكون ميسي – رونالدو وبعد عامين سيكون رونالدو – ميسي، وبعد ثلاثة رونالدو – ميسي.. لقد تغيرت الكرة الذهبية بعد أن ذهبت إلى الفيفا». «ماذا أفعل أكثر؟ للفوز بالكرة الذهبية؟» هذا ما قاله ريبيري قبل أسبوعين، لأنه يعلم بأنها ليست من نصيبه، كما حدث للهولندي ويسلي شنايدر الذي حقق كل شيء مع إنترميلان الإيطالي في عام 2010 وفاز بها ميسي. يالله... غداً يوم جديد ونجوم جدد والفائز دائماً رونالدو – ميسي [email protected]