أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس للمرة الأولى منذ تلقيه عرض وزير الخارجية الأميركي جون كيري للتوصل إلى «اتفاق إطار» مع إسرائيل رفضه الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية وتأجير مستوطنات لإسرائيل، وإقامة عاصمة في جزء من القدسالشرقية وإصراره على أن تكون القدسالشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية. وقال في كلمة أمام وفد شعبي مقدسي استضافه في مقر الرئاسة في رام الله: «من دون القدسالشرقية عاصمة دولة فلسطين لن يكون هناك سلام بيننا وبين إسرائيل». وقال عباس إن العرب موحدين في موقفهم من عرض كيري. وأضاف: «هنالك اجتماع للجنة المتابعة العربية مع جون كيري (مساء اليوم الأحد في باريس)، وسيتم إبلاغه بأن القدسالمحتلة عاصمة دولة فلسطين، ومن دون هذا لا يوجد حل، ولا أحد مخول أن يوقع». وعرض كيري على الفلسطينيين «اتفاق إطار» يشكل دليلاً للمفاوضات المقبلة ينص على حق الفلسطينيين في إقامة عاصمة لهم في القدس، وهو ما رفضه الجانب الفلسطيني مصراً على أن تكون القدسالشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية. وعرض كيري أيضاً ضم المستوطنات الكبيرة لإسرائيل وتأجير المستوطنات الصغيرة لمدة 99 عاماً. وطلب من الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية. وقال عباس: «القدس ليست أبو ديس (بلدة شرق القدس) لكن أبو ديس جزء من القدس، وكلامنا مفهوم لأننا نسمع كلاماً كثيراً حول العاصمة هنا وهناك، العاصمة في القدس وما حولها، العاصمة في القدس التي احتلت عام 1967. ومضى يقول: «عندما نتفق على الحل، الأرض الفلسطينية والسماء والحدود تكون تحت السيادة الكاملة لفلسطين، نأخذ حدودنا ولا يوجد شيء نؤجره، ولا أحد يستطيع أن يضحك علينا». وحول الدولة اليهودية، قال عباس: «هذه قصة لم نسمعها في الماضي إلا منذ سنتين، إذا لم تعترفوا بيهودية الدولة فلا حل، ولن نعترف، ولن نقبل». وزاد: «من حقنا ألا نعترف بيهودية الدولة، لدينا حجج كثيرة وأسباب كثيرة تمنعنا من ذلك وقدمناها إلى إسرائيل». وحول موضوع اللاجئين قال الرئيس الفلسطيني: «حق العودة خيار شخصي، لا تملك السلطة ولا الدولة ولا المنظمة ولا أبو مازن ولا القادة يحق لهم أن يحرموا شخصاً من حقه في العودة، قد تكون هنالك خيارات وعلى اللاجئ أن يختار، هنالك تعويض وتفاصيل أخرى، لكن حتى الأب لا يستطيع أن يتنازل عن حق أولاده، يُسأل الشخص، لأن هذا الموضوع حق شخصي». ورداً على أقوال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو برفضه اتفاق إطار يشمل القدس قال عباس: «سمعت اليوم أنهم يرفضون ذكر القدس في أية محادثات أو مفاوضات، فليقولوا ما يقولون ما لم تكن القدس مذكورة بالقلم العريض الواضح أنها عاصمة دولة فلسطين فلن يكون معهم سلام وليسمعوا هذا». وتابع: «نقول للعالم، الفلسطينيون لن يركعوا، وهذا ليس كلاماً في الهواء، عندما قلنا لن نركع، وقفنا وصمدنا وصبرنا نحن فعلاً شعب أيوب، ومستعدون أن نصبر، لكن في النهاية لا بد أن نحقق ما نريد، وما يريده شعبنا بهذه الزهرات وهؤلاء الشبيبة الصامدين الصابرين الذين يفعلون الأعاجيب في القدس وغيرها». وحول موضوع المصالحة، قال الرئيس: «إنه لا يوجد تناقض بين المفاوضات والمصالحة، هذا شيء وهذا شيء، وقلنا للجميع إنه لا علاقة بين الجهتين، وطلبنا المصالحة قبل البدء في المفاوضات ولم يحدث أي شيء». وجدد عباس دعوة حركة «حماس» إلى المصالحة معتبراً أن المفاوضات لا تعيق المصالحة. وأضاف: «نحن مستعدون فوراً بأن نشكل حكومة انتقالية من الكفاءات وأن نعلن عن موعد الانتخابات».