استحوذت إشاعة نقل قبر الرسول صلى الله عليه وسلم بالمسجد النبوي في المدينةالمنورة من مكانه الحالي إلى مقبرة البقيع، والمنشورة في صحيفتي «الإندبندنت» و«الديلي ميل» البريطانيتين على أحاديث الباحثين والحاضرين بالمؤتمر الدولي للإعلام والإشاعة الذي تنظمه جامعة الملك خالد، في جلسته الخامسة برئاسة المحاضر في قسم الإعلام في جامعة الملك سعود الدكتور علي العنزي، والتي تطرقت إلى سبل مواجهة وتعامل السلطات السعودية مع الإشاعة التي خلّفت جدلاً واسعاً في صفوف المسلمين ووسائل الإعلام. بدورها، دعت منظمة «إيسيسكو» المسلمين في كل مكان إلى عدم تصديق المزاعم الباطلة الحاقدة، والتي أكدت أن قبر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم باق في مكانه الشريف إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، معتبرة أن المزاعم تهدف إلى إثارة البلبلة والاضطرابات وإغراق العالم الإسلامي في فتن عمياء تهدد أمنه وسلامته ووحدته، استكمالاً لما تشهده المنطقة من حروب طائفية وإرهاب وفوضى هدامة تحركها دوائر صهيونية واستعمارية مجرمة، على حد تعبيرها. وتناولت الجلسة «تعامل الصحف الإلكترونية السعودية مع الإشاعة.. دراسة استطلاعية على رؤساء تحرير «المناطق» و«الوئام» و«عاجل»، منذ ظهور الصحف الإلكترونية وتوسع نشاطها في الأعوام الأخيرة، عبر محاولاتها تحقيق السبق الصحافي عبر خصائصها التي تمكنها من بث الرسائل بشكل أسرع من نظيرتها الورقية. وأوضح الباحث من جامعة وادي النيل في السودان الدكتور هشام زكريا، أن انعكاسات الممارسة الإعلامية السالبة تؤثر في تكوين الاتصال في مجال الصحافة، من حيث إلقاء الضوء على الطريقة التي يعالج بها القائم بالاتصال في مؤسسات الإعلام التدقيق المعلوماتي، عبر تقديم عناصر تمثل تأثيراً واضحاً في نوع التأثير في المتلقي والنظر إلى المادة الإعلامية على أنها شكل من أشكال الإشاعة. ولفت إلى أن توضيح بعض الممارسات الإعلامية التي يقوم بها القائم بالاتصال بقصد أو من دون قصد تسهم في تكوين الإشاعة مثل: الاعتماد على مصادر مجهولة وغير معلنة أو الاعتماد على مصادر ثانوية في المعلومات، وتكوين الخبر وعدم التوازن في المادة الإعلامية كأن يقوم القائم بالاتصال بعكس وجهة نظر من دون الطرف الآخر. من جهته، ناقش الباحث الجزائري العربي بو عمامة من جامعة عبدالحميد بن باديس، تطور وسائط الإعلام التي تعد ظاهرة اجتماعية ذات امتدادات تاريخية قديمة قدم الكائن الإنساني نفسه، تمخضت عبر أشكال مختلفة عبر التاريخ الإنساني، ورافقت حركية المجتمعات، ولازمت حركة الصراع والنزاع والاختلاف، وصاحبت التغيرات الاجتماعية والتحولات السياسية والثقافية والطفرات التقنية. وبين أن الأساليب الجديدة للإشاعة تعليب الخبر بأساليب قابلة للاستهلاك من طرف الرأي العام، من خلال قالب المبالغة والتهويل في التشويه والتلاعب بالحقيقة بهدف التأثير، تحقيقاً لأغراض سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو حربية على النطاق المحلي، الإقليمي أو العالمي برمته، لإدخال الجماهير على نحو غير محسوس في الوعي الجماعي، وهو ما يحدث بالفعل من خلال أجهزة الإعلام التقليدية والحديثة، فإن قوة تأثيرها تتضاعف، نظراً لأن الأفراد يظلون غير واعين بأنه تم تضليلهم، كما أنها تختلف من حيث الموضوع والحمولة والمصدر والمسلك وميكانيزمات الاشتغال، وتدين لجملة متنوعة من الدوافع الاجتماعية والنفسانية والسياسية والاستراتيجية التي تصبغها وتوجهها. بينما اقترح عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية في ماليزيا عثمان عثمان، خلال تقديمه ورقته العلمية، في الجلسة الأولى بالمؤتمر الدولي للإعلام والإشاعة الذي تحتضنه جامعة الملك خالد مشروعاً بحثياً تتبناه الجامعة بعنوان «مشروع جامعة الملك خالد لدراسات وبحوث الإشاعات في العالم العربي». وتتلخص الفكرة في إقامة مشروع لإجراء دراسات شاملة لكل ما يتصل بالإشاعات بوصفها ظاهرة اجتماعية، خصوصاً أنه لا توجد دراسات من هذا النوع في العالم العربي، إذ اقترح الباحث أن تكون جامعة الملك خالد مقر المشروع مدة خمسة أعوام ويشمل البحوث والدراسات الصغيرة، ورسائل الماجستير والدكتوراه عن ظاهرة الإشاعات في العالم العربي، بهدف إثراء المجال المعرفي بالبحوث والدراسات وتحقيق التكامل المعرفي بين الجامعة والمجتمع ومؤسسات الدولة. وأوضح منظمو المؤتمر، أن عدداً من ممثلي الأجهزة الحكومية والشركات والمؤسسات الوطنية، ناقش عدداً من محاور مواجهة الإشاعة، فيما كان المحور الثاني نماذج ودراسات حال من تجارب عملية، ومحور الوسائل الإعلامية والاتصالية الأكثر استخداماً في نشر وترويج الإشاعات، وتحدث المحور الأخير عن سبل مواجهة الإشاعة. من جهته، ذكر عضو مجلس الشورى الدكتور فايز الشهري أنه يصعب تطبيق النظام في موضوع الإشاعات، خصوصاً في برامج التواصل الاجتماعي، لاسيما «تويتر» لسرعة انتشار المعلومة من خلاله ولكثرة المغردين. ولفت إلى أن نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية يخضع خلال هذه الفترة إلى تحديث، يشمل كل ما يتعلق بالنشر على الصعيدين السلبي والإيجابي والذي سيعرض قريباً على اللجان المختصة بمجلس الشورى لاعتماده. يذكر أن الجلسة شارك فيها عدد من الأكاديميين والمسؤولين في عدد من القطاعات الحكومية والشركات والمؤسسات، مثل عضو مجلس الشورى الدكتور فايز الشهري، وممثل وزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني، وعن قناة العربية سعد المطرفي، ومن وزارة التعليم العالي الدكتور عبدالعزيز الجارالله، ومن الهيئة العامة للغذاء والدواء الأستاذ عبدالرحمن السلطان، وممثلة شركة أرامكو رحاب أبوزيد، ومن وزارة التربية والتعليم أحمد الفحيلة.