تصدرت مكافحة الإرهاب في المنطقة القمة المصرية - الفرنسية التي جمعت الرئيسين عبدالفتاح السيسي وفرانسوا هولاند في باريس أمس، وبدا أنها تجاوزت الجمود النسبي الذي ميز علاقات البلدين في أعقاب عزل الرئيس السابق محمد مرسي. (للمزيد) وفي حين دعا هولاند ضيفه إلى «مواصلة نهج الانتقال السياسي وتطبيق خريطة المستقبل» التي أعلنها الجيش بعد عزل مرسي، في إشارة إلى إتمام الانتخابات البرلمانية المرتقبة، حرص هولاند على تأكيد أهمية العلاقات بلاده بمصر التي وصفها بأنها «بلد كبير يربطنا به التاريخ والتقويم المشترك لما ينبغي أن يكون عليه التوازن في العالم». واعتبر أن مصر «اجتازت مرحلة بالغة الصعوبة وثقيلة ترافقت مع نتائج ملحوظة على الصعيد الإنساني». وأضاف: «نحن شركاء لمصر... وناقشنا كل ما يمكن أن نفعله للمساهمة في تطورها». ووقع الجانبان اتفاقين لتنمية مناطق مصرية نائية تنفذهما «الوكالة الفرنسية للتنمية»، واتفاقاً ثالثاً لتطوير مترو أنفاق القاهرة. وأشار الرئيس الفرنسي خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره المصري في باريس أمس، إلى أن مصر «بلد يضربه الإرهاب ويواجه مثله مثل دول عدة حركات إرهابية من دول مجاورة، ونرغب بالعمل معاً لمكافحة الإرهاب». وشدّد على ضرورة «مواجهة الإرهاب» في العراق وسورية، والتوصل إلى حل سياسي في الأخيرة، وإن اعتبر أنه «علينا أولاً مواجهة الإرهاب». وأوضح أنهما تناولا الوضع في ليبيا من زاوية «ضرورة بذل كل ما أمكن لإحلال دولة القانون وتمكين السلطات من الحفاظ على وحدة الأراضي والحؤول دون أن يتحول جنوب ليبيا إلى بؤرة ارهاب تهدد كل المنطقة». وأشار السيسي إلى أنه ناقش مع هولاند «مواصلة العمل المشترك لدعم التعاون الثنائي بين البلدين في كل المجالات الاقتصادية والعسكرية والثقافية وغيرها، واستئناف العمل باستثمار فرنسي في مصر بما يعادل 796 مليون يورو». وأكد أن «هناك تفاهماً مع فرنسا على ضرورة التوصل إلى حل سياسي في سورية يحقن دماء السوريين و يحافظ على مؤسسات الدولة ووحدة البلد». وأعرب عن مخاوفه من «العنف الذي يرشح ليبيا لأن تكون بيئة خصبة للمؤسسات التكفيرية والإرهابية»، داعياً إلى «وقف نزيف مقدرات البلاد ودعم حق الليبيين في الاختيار وإرساء الحوار بين الأطراف النابذة للعنف والإرهاب». وقبل مغادرته إلى القاهرة، التقى الرئيس المصري مساء أمس وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان الذي أقام على شرفه مأدبة عشاء في مقر وزارته. وكان مسؤول فرنسي ذكر أن هناك محادثات تدور بين مصر وليبيا لاستبدال طائرات «ميراج» مصرية والتزود بأربعة طرادات عسكرية فرنسية. إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية مقتل 3 رجال شرطة، بينهم ضابط برتبة عقيد، إثر هجوم نفذه مجهولون على سيارتهم في مدينة العريش في شمال سيناء. وأوضحت وزارة الداخلية في بيان أن مجهولين كانوا يستقلون سيارة أطلقوا الرصاص على سيارة كان يستقلها عقيد من قوة إدارة تأمين الطرق في شمال سيناء ورقيب ومجند في منطقة جسر الوادي في العريش، ما أدى إلى مقتل ثلاثتهم.