حذر استشاري الباطنة والأمراض المعدية في وزارة الصحة الدكتور نزار باهبري من انتشار مرض «الدرن» في السعودية بشكل كبير وبصورة «خاملة»، مضيفاً أن هناك طرقاً معينة للكشف عن المرض، وذلك لمعرفة ما إذا كان الشخص حاملاً للميكروب ومصاباً ب«الدرن الخامل»، أو أنه سليم ولم يتعرض للإصابة مطلقاً. وقال في حديث إلى «الحياة»: «إنه يمكن حقن الشخص بحقنة تحتوي على بكتيريا الدرن الميت، الغير نشط، بعدها يتم وضعه تحت الملاحظة مدة 48 ساعة، ومتابعة ما إذا حصل انتفاخ في مكان الحقن أو لا، وفي حال حدوث انتفاخ فإن ذلك يدل على أن جسم هذا الشخص قد كوَّن مناعة ضد الدرن بسبب تعرضه للعدوى في وقت سابق من حياته، ويعتبر هذا الشخص حاملاً للميكروب». وزاد: «إن نسبة إصابة الشخص الذي خضع لاختبار فحص هذا المرض من خلال حقنه ببكتريا الدرن الميت، بالدرن المفتوح خلال أي مرحلة من مراحل حياته هي خمسة في المئة، وفي هذه الحالة يتم تخيير المريض بين أمرين الأول، أن يعيش على أمل عدم تحوله إلى مرض نشط، أو معالجة المرض وأخذ العلاج مدة تسعة أشهر لقتل الميكروب، لتنخفض نسبة تحوله إلى مرض نشط بنسبة تقل عن واحد في المئة، أما في حال عدم انتفاخ موضع الحقن فإن ذلك يدل على أن الشخص سليم ولم يتعرض للعدوى مطلقاً». وأكد باهبري أن الدرن غالباً ما ينشط خلال العامين الأولين من التعرض للميكروب، كما تزداد احتمالية نشاطه في حال التعرض لبعض الأمراض المزمنة مثل الفشل الكلوي، السكري، السرطان، والأيدز. وأوضح أن المصاب ب «الدرن المفتوح» يمكن أن ينقل العدوى لجميع المحيطين والمخالطين له من طريق التنفس، مضيفاً أنه في حال استقدام العمالة من البلدان الموبؤة ب «الدرن» فإنه يجب عمل الفحوصات اللازمة بالشكل الصحيح، وهي اختبارات الحقن «ppd»، وفي حال كانت النتيجة موجبة يتم أخذ عينة من «البلغم» التي يتم إرسالها للمختبر، إضافة إلى الأشعة، إذ إن «الدرن المفتوح» لا يمكن الكشف عنه إلا عبر تحليل «البلغم» وبعد مدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع من التعرض لميكروب «الدرن»، لافتاً إلى أن دول مثل الهند وباكستان ينتشر فيها المرض بشكل كبير جداً الآن. وبحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية الحديثة، فإن ربع سكان العالم يصابون بعدوى بكتيريا «السل» أو «الدرن» سنوياً، إذ إن حاملي عدوى هذا المرض لا يصاب منهم إلا نسبة ضئيلة جداً، وتسعى المنظمة إلى بلوغ الهدف الإنمائي المتعلق بالقضاء على «الدرن» بحلول عام 2015. ويعتبر مرض «الدرن» معروفاً منذ قديم الزمن، إذ وجد في بعض مومياءات قدماء المصريين، وذكره التاريخ عبر العصور ووصفه بالمرض المميت، وتم اكتشاف البكتريا المسببة للمرض في عام 1882 بواسطة الدكتور روبرت كوخ الألماني الجنسية، إذ توصل الباحثون إلى اكتشاف العلاج المناسب لهذه البكتريا من المضادات الحيوية منذ 40 عاماً فقط، بعد أن تسبب هذا المرض في وفاة الملايين من الناس.