تنظر محكمة الجنايات لمجلس قضاء الجزائر، في نهاية تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، في ملفات جديدة تتصل بتفجيرات سُجّلت خلال عامي 2007 و 2008. وأفاد مصدر قضائي أن العدالة ستحاكم غيابياً أحد المعتقلين في القاعدة الأميركية في خليج غوانتانامو الكوبي بتهمة «الانتماء إلى جماعة إرهابية»، في حين سيُعاد فتح ملف خمسة مغاربة يُشتبه في انتمائهم إلى تنظيم «القاعدة». وستعيد محكمة الجنايات النظر في أقوال متهمين في تفجير مقر أمن باب الزوار في الضاحية الشرقية للعاصمة، في 11 أبريل (نيسان) 2007، وهي القضية التي فُصلت عن الملف الأصلي المتعلق بتفجير قصر الحكومة الذي شهدته العاصمة الجزائرية في اليوم نفسه. ويُتوقع أن يطوي مجلس قضاء العاصمة ملف قضية باب الزوار لكن التحقيقات ستتواصل في تفجير قصر الحكومة. وتنظر محكمة الجنايات في الجزائر، أيضاً، في ملف أحمد بلباشا المعتقل حالياً في غوانتنامو والذي يرفض ترحيله إلى الجزائر بدعوى الخوف من «سوء المعاملة». وستكون هذه المحاكمة الغيابية الأولى من نوعها لمعتقل جزائري في غوانتانامو، سواء من الذين رُحّلوا أو ما زالوا هناك. ومن المقرر أيضاً أن يعيد القضاء فتح قضايا مرتبطة بمن يُعرفون بأنهم «رفاق» القيادي السابق في «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» عماري صايفيّ الشهير ب «عبد الرزاق البارا». والأخير موقوف في الجزائر حالياً بعدما اعتُقل في تشاد قبل سنوات. لكنه لم يُقدّم إلى المحاكمة على رغم وجود طلب دولي عبر الانتربول بتوقيفه لتورطه في خطف سياح أجانب في الصحراء الجزائرية عام 2003. وتوفيت سائحة ألمانية خلال احتجازها نتيجة ظروف صحية مرتبطة بحرارة الصحراء. كذلك سيعود القضاء الجزائري إلى فتح ملف «المغاربة الخمسة» الذين اعتقلتهم الأجهزة الأمنية، نهاية عام 2006، عندما كانوا بصدد الالتحاق بمعاقل «الجماعة السلفية للدعوة و القتال» في منطقة القبائل. وتشتبه السلطات في أن الخمسة كانوا يسعون إلى الالتحاق بتنظيم «القاعدة»، وهم ياسين بوحليت وبلال العبدي ومحمد الحمدي وعبدالغني شبة وصلاح الدين لقرين. ويُتهم أفراد المجموعة الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 24 عاماً، بجناية «الانخراط في جماعة إرهابية». وجاء في محضر قضائي أن أحد المعتقلين كان مجنداً من طرف المخابرات المغربية ومكلّفاً نقل أخبار أتباع التيار السلفي في مساجد مراكش التي يتحدر منها. وكشف المغربي في التحقيقات التي أجراها معه الجزائريون بخصوص أسباب تسلله إلى الجزائر، أن خلافاً حاداً نشب بينه وبين مسؤولي الأمن المغربي عندما أبلغهم أنه مضطر إلى التوقف عن التنسيق معهم بسبب ضغط تعرض له من طرف أسرته التي منعته من الاحتكاك بالسلفيين في المساجد. ومن بين تصريحات معتقلين آخرين أنهم كانوا يبحثون عن مغاربة يرغبون في «الجهاد في منطقة المغرب الإسلامي» لضمهم إلى «القاعدة» («الجماعة السلفية» سابقاً).