هناك اتفاق على أن «ضعف الوازع الديني» هو السبب، يأتي ذلك عند طرح قضايا كثيرة تحذيراً من خطرها وبحثاً عن أسبابها، أهم هذه القضايا الفساد الإداري بما يشمله من فساد مالي وسوء استخدام النفوذ وإهمال الأمانة، السبب هو ضعف الوازع الديني، تسمع هذا من خطيب صلاة الجمعة، وتقرأه في الصحف، وتردده الشبكات الاجتماعية. وفي مجتمعنا يطرح هذا الجواب الشافي الكافي، وكأنه اكتشاف أو كأن هناك اختلافاً عليه، لكن لا يجري التفتيش والنبش عن جواب لسؤال جوهري يقول لماذا؟ إذا كنا نشكو من ضعف الوازع الديني مع ضخامة حجم الوعظ والإرشاد اللذين ضخا ويضخان، فلا بد أن هناك مكامن ضعف يجب البحث فيها، إما أن الخطاب الوعظي ناقص ويعاني من خلل، أو أنه غير كاف لوحده. مؤكد أن كليهما صحيح في النهج والمحتوى بدليل النتائج، كم هائل من الشكل لا يتناسب معه خواء المضمون. الاتكاء على «ضعف» الوازع الديني فيه هروب للأمام، وتعمية لمحاولة الفحص الدقيق للواقع لوضع الإصبع على الجرح، هو يدخل في باب حصص التعبير! هذا الهروب للإمام في الحقيقة إعلان عن خسارة المواجهة مع الفساد، والأولى التركيز على ضعف الأنظمة والقوانين وضعف الإرادة لتطبيقها على كل من يتجاوزها أو يستغل ثغرات فيها، هذا إذا أردنا مواجهة حقيقية لمكافحة الفساد لا مواجهة إعلامية ضررها يطفو على السطح متصاعداً كل يوم، لأن الضرر يتجاوز الفساد نفسه وآثاره إلى ضرب الثقة والأمل في مقتل. www.asuwayed.com asuwayed@